قال شارلي شابلن ذات مرة إن كل ما يحتاجه أي شخص يريد صنع فيلم كوميدي هو "متنزه ورجل شرطة وفتاة جميلة" إلا انه لم يذكر شخصية "المتشرد" التي أكسبته شهرة عالمية. ويمكن رؤية إحدى النساء -من بين اربعة تزوجهن شابلن خلال حياته التي امتدت 88 عاما- في صورة لامعة بالأبيض والأسود للممثلة بوليت جودارد ومعها حزمة موز مسروقة من فيلم (مودرن تايمز-الازمنة الحديثة) في كتاب (أرشيف شابلن) وهو كتاب ضخم يطلق عليه مؤلفه "أشعة" عالية الوضوح للممثل والمخرج الكوميدي الاسطوري. والكتاب صادر عن دار (تاشين بوكس) التي تتخذ من ألمانيا مقرا وجاء في 560 صفحة من القطع الكبير جدا ويزن سبعة كيلوجرامات. لكنه يفي بما يقول المؤلف الانجليزي بول دونكان إنه هدفه في اعادة سرد مسيرة شابلن المهنية -كما عاشها هو- لتأريخ مرور نحو 100 عام على بدايته السينمائية عندما أطل عبر شركة فنية جاب من خلالها الولاياتالمتحدة. وفي الصفحة 47 من الكتاب نسخة مصورة من عقد أول فيلم وقعه شابلن مع كيستون والذي يرجع تاريخه إلى 25 سبتمبر أيلول 1913 وكان أجر شابلن فيه 150 دولارا في الاسبوع. والباقي -كما يبدو لأي مطلع على صناعة الأفلام الكبرى والكوميدية- هو تاريخ. ويتناول كلاسيكيات الأفلام الصامتة مثل (سيتي لايتس-أضواء المدينة) و(مودرن تايمز-الازمنة الحديثة) قبل اشتغاله بالسينما الناطقة وتقديمه للفيلم الساخر (ذي غريت ديكتيتور-الدكتاتور العظيم) وفيلم الكوميديا السوداء (مسيو فيردو). وقال دونكان في مقابلة لرويترز "ما أردت فعله هو أن أجعله تاريخا محكيا .. لذلك تشعر وانت تقرأ الكتاب ان شابلن ومعاونيه هم من يتحدثون. تقرأ عن أحداث حياته وكيف صنع أفلامه." وبفضل اطلاعه على أرشيف عائلة شابلن ومساعدة الأرشيف السينمائي للأفلام المرممة (سينيتكا دي بولونيا) قال دونكان إنه على الرغم من وجود كتب لا حصر لها عن شابلن على مدى السنوات فان هذا الكتاب مختلف. وقال دونكان "كان شديد الخصوصية دائما ويخفي الأسرار وأنا أردت سرد القصة .. قصة كيف صنع أفلامه." واضاف "من بين الوثائق والتاريخ المحكي والأمور التي وجدتها هي ان الناس الحقيقيين الذي وجدوا انذاك وقت صنع الأفلام قالوا إنهم يحكون القصة حتى لا يتحدث أحد ممن لم يكونوا هناك." وهناك اهتمام دائم بشابلن الذي توفي في 1977 وصنع اخر أفلامه (إيه كونتس فروم هونغ كونغ-كونيسة من هونغ كونغ) بطولة صوفيا لورين ومارلين براندو في 1967 .