بعد مرور حوالي الأسبوع من تعيينهم كوزراء في الحكومة الثلاثين في مغرب الإستقلال، وباستثناء لحظة تسليم السلط التي تتبعتها وسائل الإعلام العمومي والخاصة بالمغرب، استأثر وزراء حزب العدالة والتنمية باهتمام وسائل الإعلام الوطنية والدولية، فيما خفتت الأضواء عن بقية وزراء الأحزاب الثلاثة الأخرى المشكلة للتحالف الحكومي. عبد الإله بنكيران نال حصة الأسد من التصريحات الصحافية فمباشرة بعد تعيينه رئيسا للحكورمة أدلى بتصريحات للقنوات التلفزية الوطنية وحوارا خاصا للقناة الأولى وبعدها حوارا لقناة الجزيزة، وآخر التصريحات له كانت بعد انتهاء الإجتماع الحكومي ولو أن العادة جرت أن يقدم ملخص الإجتماع وزير الإتصال الناطق باسم الحكومة. رئيس الحكومة كان أول من عين مديرا للديوان وهو قيادي «البيجيدي» جامع المعتصم، ومن المنتظر أن يهيكل مصالح وزارته خاصة فيما يخص التواصل مع الصحافة مادام رئيس الوزراء ليس في مستطاعه يتلقي مكالمات الصحافيين بشكل يومي. ولعل ذلك ما جعله يكلف مساعدا له بالإجابة عن الإتصالات بل وإغلاقه يوم أمس وإن جرت العادة أن يبقى هاتف أي وزير مفتوحا للإجابة عن استفسارات الصحافيين. مصطفى الخلفي وزير الإتصال الناطق باسم الحكومة كان أكثر تواصلا مع الصحافة الوطنية بالخصوص، حيث أدلى بتصريحات لمختلف اليوميات المغربية طيلة الأيام الأولى منذ وطأت قدماه مبني وزارة الإتصال بحي العرفان، ونقلت عنه تخلي وزراء الحزب عن سيارات الدولة في مهامهم الشخصية وكذا اقتسام المصعد الوزاري مع موظفي الوزارة. بسيمة الحقاوي التي تسلمت وزارة التضامن الأسرة والمرأة والشؤون الإجتماعية عينت بدورها مديرا للديوان وهو لحسن العمراني الذي كان مكلفا بالكتابة العامة والتواصل في حزب المصباح. لكن الوزيرة باستثناء كلمتها أثناء حفل تسليم السلط لم تدل للصحافة الوطنية بأي تصريح رغم الإتصال بها أمس، وفضلت التواصل مع الصحافة الدولية بعد أن أنجزت حوارا مطولا مع الموقع الألماني «دوتشفيليه» في مكتبها بحي أكدال بالعاصمة الإدارية. البوابة الإلكترونية للوزارة لا تزال متمسكة بالوزيرة السابقة نزهة الصقلي رغم مرور أيام على تعيين الوزيرة الجديدة، شأنها في ذلك شأن الموقع الإلكتروني لوزارة التجهيز والنقل والذي لا يعترف لحد الآن بالعبد العزيز الرباح وزيرا للتجهيز والنقل. مصطفى الرميد وزير العدل الذي بدا عليه الإجهاد أمس في اتصال هاتفي به أكد للجريدة أن أنه لم يلتقي في الوزارة لحد الآن سوى مع الكاتب العام وقلة من المسؤولين بها، وأنه في مرحلة اكتشاف الوزارة، وقال إن «الوزارة عالم مترامي الأطراف». الرميد أدلى بصريح وحيد ليومية مغربية مباشرة بعد الإجتماع الحكومي أكد فيه على ضرورة ضبط العلاقة مع المندوبية العامة للسجون، وأدلى أيضا بتصريح لوكالة رويترز للأنباء. سعد الدين العثماني وزير الخارجية والتعاون يوم أمس مرتبط بمواعيد عائلية، ولذلك أودع هاتفه النقال لدي أخيه. طيلة الأسبوع المنصرم وإلى حدود أمس الأحد وبسبب ضغط أجندة المواعيد، فإن هواتف عدد من الوزراء ترن دون مجيب. وفي ذلك يتساوى وزراء العدالة والتنمية وغيرهم من الأحزاب المشكلة للأغلبية الحكومية، فهاتف رئيس الحكومة خارج التغطية ولحسن الداوي وزير التعليم العالي أيضا، لكن هذا الأخير، حسب مصدر من الحزب، سافر للتواصل مع ساكنة دائرته البرلمانية كعادته مادام يفضل قضاء نهاية الأسبوع في منطقته الجبلية بنواحي بني ملال. ذات الأمر بالنسبة لعبد العزيز الرباح وعبد الله باها ونجيب بوليف الذين كان هاتفهم يرن لكن دون مجيب. نجيب بوليف والحبيب الشوباني أدليا بتصرحيات ليومية وطنية لوحديهما فيما ظل بقية وزارء الحكومة غائبين ودون أن يدلوا بأية تصريحات للصحافة الوطنية. وزراء أمثال امحند العنصر الذي اعتاد الرد على الصحافيين أغلق هاتفه النقال ولا تجيب سوى علبة هاتفه الصوتية، وذات الأمر بالنسبة لوزير الإقتصاد والمالية نزار البركة عن حزب الإستقلال الذي فضل اعطاء تصريح لقناة دولية وهي فرانس 24. ذات الأمر بالسنبة لبقية الوزراء الذين ترن هواتف غالبيتهم دون مجيب باستثناء لحسن حداد وزير السياحة عن الحركة الشعبية الذي احتفظ بتواصله مع الصحافة.