يبدو أن اجتماع طنجة الذي ترأسه رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران، برفقة وزير الداخلية ووالي الجهة، لم يزد النار إلا زيتا تقوي اشتعالها، فكلمات رئيس الحكومة الغير المحسوبة العواقب، أشعل فتيل غضب قوي في السارع الطنجاوي والتطواني على حد سواء، خاصة عندما اتهم الإحتجاجات التي يقوم بها أهالي الجهة بكونها "فتنة". فما جاء به اجتماع مساء الأحد المنصرم، ماكان ليقنع احد على ما يبدو من تعليقات المئات بالمواقع الإجتماعية، التي اشتعلت وزادت سخونتها بعد تلك الإتهمامات، ودفعت بالكثيرين للدعوة مجددا لاحتجاجات يوم السبت المقبل، ليس فقط ضد امانديس، بل أيضا ضد رئيس الحكومة وكلماته المستفزة في حق أهالي المنطقة، الذين يرون ان اتهامهم بإشعال نار الفتنة هو خطأ لا يمكن أن يغفر لرئيس الحكومة. وعنون البعض مقالات وتعليقات ب "أماانديس أكبر فتنة بشمال المغرب، لعن الله المدافع عنها"، في رد واضح ضد ما جاء به بن كيران ورافقه فيه "الفيزازي" أيضا، الذي بدا مدافعا بدوره عن امانديس ووقف ضد تلك الإحتجاجات التي خرجت للشارع، والتي لم يكن لأي حزب أو جهة منظمة اليد فيها، غير دعوات بعض النشطاء والمواطنين ضحايا فواتير الشركة المذكورة. وكان بن كيران رئيس الحكومة خلال اجتماعه يوم الأحد المنصرم، بمقر ولاية الجهة بطنجة، قد وجه اتهامات خطيرة لمن وصفهم بكونهم يقفون ضد هاته الإحتجاجات، مشيرا بطريقة ضمنية لغريمه وخصمه اللدود إلياس العمري رئيس المجلس الجهوي، الذي تضامن بشكل كبير مع المتضررين والمحتجين، وأعلن بدوره عدم آداء المجلس لفواتير أمانديس، ودعى المجالس الجماعية المكونة للجهة بالتعامل بإيجابية مع احتجاجات المواطنين والبحث عن حلول عملية. واعتبر الكثيرون سواء في تصريحات مباشرة، أو نقاشات في فضاءات عمومية أو على مواقع التواصل الإجتماعي، ما خلص له اجتماع طنجة يوم الأحد المنصرم "مهزلة"، ولا يمكن ان ينطلي على أي شخص، وانتقد الكثيرون المسؤولين الذين حضروا الإجتماع، ومستوى تعاملهم مع المواطنين، الذين يعتبرنهم سدجا لهذا الحد، بحيث ان تلك الخلاصات غير مقنعة تماما، ولا علاقة لها بالمشكل الحقيق والأصلي الذي يعاني منه الاهالي بالمنطقة منذ سنوات. وينتظر أن تعرف مسيرات ووقفات يوم السبت المقبل، مشاركة أكبر، وحضور وازن لبعض الهيئات السياسية والحقوقية التي غابت في وقت سابق عن تلك المسيرات والوقفات، خاصة وان الأمر يتعلق برسالة واضحة يوجهها ساكنة المنطقة للحكومة التي بدا انها "مكبلة" اليدين امام جبروت الشركة، وفق ما علقت عدد من المواقع ووفق تصريحات متفرقة لمسؤولين ومنتخبين بالمنطقة. إلى ذلك مازالت دعوات الفايسبوكيين تؤكد على ضرورة الوقوف يوم السبت، وإطفاء الأضواء، والحجم عن آداء فواتير أمانيدس، في مقابل استمرار المصالح المعنية بالمنطقة، في صم آذانها اتجاه مطالب المواطنين، علما ان الجزء الأكبر من المنتخبين ومن المسؤولين الحزبيين، ينتمون للشركة المذكورة على مستوى عدد من مناطق الجهة، وهو ما يعيق اتخاذ قرارات حاسمة بخصوصها من طرف تلك المجالس الجماعية. مصطفى العباسي