اختتمت يوم الأحد بمراكش، أشغال الدورة الرابعة لمنتدى "حوارات الأطلسي"، التي تم من خلاله مناقشة العديد من القضايا من بينها السبل الكفيلة بخلق دينامية لتحقيق التنمية ورفع التحديات واستغلال الفرص المتاحة بحوض الأطلسي. وأكد المشاركون في هذا المنتدى، الذي نظم على مدى ثلاثة أيام تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أن خلق عوامل الازدهار والرخاء، يبقى مرهونا بشكل عام بالقدرة التنافسية لاقتصادات الدول المعنية مما يستدعي وضع سياسات طويلة الأمد قادرة على تجاوز التحديات المطروحة. وأشاروا، خلال هذا الملتقى الذي نظم بمبادرة من مركز "بوليسي سنتر" و"جرمان مارشال فاند أوف ذو يونايتد ستايتس" إلى أن التحديات التي تواجه الإنتاج الغذائي في القارة الافريقية تعتبر قضية عالمية، مبرزين أنه في أفق 2050 سيكون هناك أقل من 50 في المائة من الأراضي الصالحة للزراعة على مستوى العالم، مما هو عليه الحال في الوقت الحاضر، وأن النسبة العالية أي 60 في المائة من الأراضي المتاحة ستكون في إفريقيا. وبعد أن شددوا على ضرورة جعل الفلاحين الصغار ضمن أولويات الاستراتيجيات الوطنية الخاصة بالنهوض بالفلاحة في القارة السمراء، مما من شأنه تطوير القطاع وخلق فرص الشغل، أشار المتدخلون في هذا المنتدى إلى بعض الدول استوعبت الأهمية التي تكتسيها اتفاقيات التبادل الحر والجدوى منها. ومن جهة أخرى، أكد مدير مركز "بوليسي سنتر"، التابع للمكتب الشريف للفوسفاط ، كريم العيناوي، أن هذا الملتقى شكل مناسبة لبحث سبل تعبئة الاستثمارات من أجل تنمية إفريقيا والآليات التمويلية الجيدة وكيفية تقييم الأخطار المحدقة بهذه الاستثمارات بهذه القارة التي تكون ذات مردودية كبيرة. وأضاف العيناوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التظاهرة، التي تهدف إلى توفير أرضية خصبة للحوار والتفكير والمبادرة الجماعية من أجل إيجاد حلول لمختلف قضايا البلدان المطلة على المحيط الأطلسي وفتح آفاق جديدة أمام هذه الدول وخاصة دول الجنوب، كانت مناسبة للمشاركين لتثمين الدور الكبير الذي يضطلع به المغرب للدفع بعجلة التنمية بالقارة الإفريقية. وشكل هذا الملتقى الدولي، فرصة لإغناء النقاش والحوار بين دول حوض الأطلسي، وكذا فضاء لتقاسم الرؤى وبحث الحلول إزاء التحديات التي تطرحها العولمة على هذه الدول خاصة دول إفريقيا وأمريكا الجنوبية. كما يسعى هذا المنتدى إلى تسليط الضوء على قادة المستقبل من خلال برنامج "القادة الناشئون" الذي تميز بمشاركة 40 مسؤولا ومسؤولة تتراوح أعمارهم ما بين 23 و35 سنة ينحدرون من 22 دولة مع تمثيلية تفوق 40 في المائة للقارة الإفريقية، والذين حاضروا في إطار جلسات هذا المنتدى لعرض تصوراتهم ومشاريعهم المستقبلية بخصوص التحديات التي تواجه دول المنطقة. وناقشت دورة هذه السنة مواضيع ذات طابع عالمي كالثورة الفلاحية وسبل تمويلها وتأثير التقدم التكنولوجي على تقلبات نمو الناتج الداخلي الخام بالدول الإفريقية، وإبراز دور بلدان المحيط الأطلسي في صياغة حلول واقعية تجسدها قيم التعاون والشمولية لدمج عامة دول المنطقة الأطلسية في سبيل تطور فضاء حوار تقدمي ومندمج لإرساء مصداقية تمكن من الحفاظ على توازن عالمي رغم تحديات المستقبل. وتندرج حوارات الأطلسي في إطار الرؤية الشاملة التي تبناها مركز "بوليسي سانتر" لمجموعة الشريف للفوسفاط فيما يخص تعزيز التقارب بين دول الجزء الجنوبي من المنطقة.