أسعار مرتفعة تلك التي استشرت بمنتوجات الخضر في أولى أيام السنة الميلادية الجديدة. لم تكن أثمنتها التي أضرت بالقدرة الشرائية للأسر ذات الدخل المحدود، لترضي فاطمة وأمثالها من ربات البيوت اللواتي سعين صباح أول أمس الأحد لتبضع ما تيسر لهن من منتوجات الخضر الأساسية في إعداد وجبة الغذاء. شفت الماطيشا غالية اليوم!! بنبرة صوت محتارة قالتها فاطمة لبائع الخضر بإحدى أسواق منطقة درب السلطان، قبل أن يجيبها هذا الأخير بحزم: “الماطيشة قليلة أللا فالسوق ذاك الشي علاش ثمنها طالع شوية هاذ ليامات” أما محمد سبكي مدير سوق الجملة لخضر والفواكة بالدار البيضاء، فقد أشار إلي عامل التصدير الذي تسبب في قلة عرض منتوج الطماطم بالأسواق، وهو ما برر في نظره الإرتفاعات المسجلة في أثمنة تسويق هذه المادة الغذائية للمستهلكين. قلة عرض مادة الطماطم بالأسواق، لم ترتبط فقط بعامل التصدير، يؤكد سبكي في تصريح ل الأحداث المغربية، بل أيضا بتأثير الصقيع والبرد القارس على حجم إنتاج الطماطم بالأراضي الفلاحية، وتسببه في قتل “النوارة ديالها” على حد وصف مدير سوق الجملة. هذا الأخير، أفاد بأن كميات الطماطم الرائجة بالأسواق تتأتي عبر البيوت المغطاة، التي تخصص حصصا إنتاجية هامة للتصدير، في الوقت الذي تشهد فيه المساحات المغطاة المخصصة لإنتاج هذه المادة محدودية بالمناطق الفلاحية لأكادير والوليدية وغيرها. فسعر الصندوق الواحد من الطماطم يتأرجح بين 60 و 130 درهما للصندوق الواحد بسوق الجملة على حد تعبير سبكي الذي أكد على أن حجم استهلاك هذا المنتوج عادة ما يعرف انخفاضا خلال هذه الفترة الخريفية، وأن مستويات أسعاره سرعان ما ستتراجع بالأسواق بمجرد انتهاء فترة التصدير. سيف الإرتفاع التي عرفته أسعار الطماطم، طال أيضا، وإن بشكل أخف، أثمنة باقي منتوجات الخضر الأساسية، حيث بلغ سعر تسويق البصل والبطاطس والجزر حدود 5 دراهم للكيلو الواحد، تزامنا مع صعود ثمن منتوج اللوبيا إلي 14 درهما للكيلو، مقابل 10 درهما لمادة الجلبانة. سبكي رد على هذه الأسعار بكونها غر مبررة، مشيرا إلي أنه باستثناء مادة اللوبيا التي تتوجه بدورها إلي التصدير، والجلبانة التي تعاني من ارتفاع تكاليف الإنتاج، فإن منتوجات البصل والبطاطس والجزز مستقرة في أثمنة منخفظة ومتلائمة مع القدرة الشرائية للأسر ذات الدخل المحدود. مدير سوق الجملة، وبعدما أكد على قلة منتوجات الخضر الخريفية، أفاد بأن السوق التي يشرف عى إدارتها، تستقبل يوميا ما بين 480 إلي 700 شاحنة محملة بمختلف أصناف الخضر، وأن السوق سيستقبل عددا أكبر من الشاحنات بعد تجاوز الفترة الخريفية، مشيرا إلي أن التساقطات المطرية من شأنها رفع مستوى العرض وخفض الأسعار