نودع سنة ونستقبل أخرى مع اليقين أن السنة التي مضت كانت استثنائية في كل شيء. هي كانت سنة سقوط الطواغيت، وسنة استيقاظ الشعوب العربية لكي تصرخ مطالبها، وسنة انقشاع الغمة التي قالت باستمرار إن الوضع في العالم العربي لن يتغير أبدا، وسنة صعود الإسلاميين إلى الحكم في عدد من الدول منها المغرب الذي تسلموا رئاسة حكومته. هي كانت سنة 20 فبراير أيضا، وسنة محاولة ركوب أطراف عديدة على الحراك الشعبي، لكنها كانت أساسا سنة خطاب 9 مارس الذي سجل الاستثناء المغربي الحق، الذي دشن به المغرب تعاملا غير مسبوق مع المطالب والتحركات الشعبية، بأن انخرط فيها عوض أن يواجهها مثلما فعلت دول أخرى سقطت اليوم في فخ الحرب الأهلية القاتلة لها ولمواطنيها. سنة 2011 لم تكن عادية نهائيا، والسنة القادمة التي نستقبلها نتمناها سنة استمرار للحراك على كل الأصعدة، لأن الواضح هو أن الحركة التي همت العالم العربي كانت حركة مباركة بالفعل أتت بأشياء عديدة إيجابية لابد من التنويه بها والمطالبة باستمرار الجانب الإيجابي فيها، الذي حمل للشعوب روح الحرية التي شرعت في تنسمها الآن.