كان سكان طنجة في الموعد مرة أخرى، حين استجابوا لنداء الظلام، وخرجوا ليلة أمس السبت، في مسيرات الشموع، جابت مختلف شوارع المدينة، احتجاجا على غلاء فواتير استهلاك الماء والكهرباء. الحملة الثانية لدعوات إطفاء الأضواء، حققت نجاحا كبيرا، بعدما شهدت تعبئة واسعة بالعديد من مناطق المدينة، وبمجرد أن دقت الساعة الثامنة مساء، كانت الشموع حاضرة لتعوض المصابيح بالبيوت وبالمحلات التجارية، واستمرت مدة الاحتجاج بالظلام لساعتين، بإضافة ساعة عن نداء الحملة الأولى قبل أسبوع. المحتجون انطلقوا من عدة أحياء، في مسيرات متفرقة، قبل أن يتجمعوا وسط المدينة بساحة الأمم، حيث كانت القوات العمومية في استقبال الأفواج الأولى، حين تدخل عناصر الشرطة والقوات المساعدة باستعمال الهراوات وخراطيم المياه، لتفريق المتظاهرين، في محاولة لمنعهم من التجمهر وسط الساحة، ومنع تدفق المزيد من المحتجين على الساحة، إلا أن الأعداد الكبيرة للمشاركين في مسيرات الاحتجاج ضد أمانديس، القادمين من مختلف المناطق، أرغمت السلطات المحلية على إعادة النظر في قرارها بمنع تنظيم وقفة احتجاجية بالساحة المذكورة، بعدما اضطرت قوات الأمن إلى الانسحاب، في الوقت الذي استمر فيه توافد المحتجين على الساحة. لكن سقف المطالب ارتفع من خلال دعوة المجلس الجماعي لاتخاذ قرار بطرد شركة أمانديس، التي ترتبط بعقد تم إبرامه منذ سنة 2002 بين الطرفين، ويمتد 22 سنة، وهو ما جعل الجماعة ومعها السلطة الوصية في موقف حرج بين الاستجابة لضغط الشارع والالتزام بإكرهات بنوذ عقد التدبير المفوض، أمام رغبة السكان في إيجاد حل سريع يلمسونه في الفواتير.