شهدت "ساحة الأمم" بطنجة، وشوارع متفرّعة عنها، مساء اليوم، اضطرابات في صورة مواجهات بين محتجّين على شركة "أمانديس وعناصر من القوات العمومية، التي تواجدت بكثافة وهدفت إلى تفريق المتظاهرين باستعمال الهراوات وخراطيم المياه. وشهدت الساحة صدامات، وكرّا وفرّا، استمر لنصف ساعة تقريبا، بين محاولةٍ غاضبين من "أمانديس" التجمع، من جهة، وإصرار القوات الأمنية على تفريقهم بأسرع وقت،من جهة ثانية. تعداد المحتجين ارتفع تلبية لنداء عمّمه ناشطون، في وقت سابق، مشعر بانطلاق مسيرات حاملة للشموع من مختلف الأحياء، تلتقي في ساحة الأمم، تزامناً مع إطفاء الأضواء لمدة ساعتين، من الثامنة إلى العاشرة، ليل اليوم. وأسفر التدخل الأمني عن إصابات طفيفة في صفوف بعض المحتجين، وترتب ذلك عن تصاعد حدة المواجهات تدريجيا بين الطرفين، بينما تمّ إلقاء القبض على عدد من المقدمين على الاصطدام بعناصر القوات العمومية. ومع التزايد الكبير لأعداد القاصدين ل"ساحة الأمم"، قادمين ضمن مسيرات ضخمة من مختلف أحياء طنجة، اضطرت قوات الأمن للانسحاب بشكل كلي، مع الاحتفاظ ببضع من عربات الخدمة بفضاءات مجاورة، دون تفعيل أي تدخل إضافي. وكان الظلام الدامس قد عمّ جلّ منازل مدينة طنجة، كما رصدت عدد من المقاهي والمطاعم والمحلات التجارية التي انخرطت بالاحتجاج عبر إطفاء الأنوار، بما فيها الموجودة في الأحياء الرئيسة، حيث تمت الاستعاضة بالشموع عن المصابيح الكهربائية. وحرص المشاركون بالمسيرات الاحتجاجية على أن تطفئ كل الساكنة أضواء المنازل، وذلك بالاحتجاج صراخا تجاه الدور المُحتفظة بالإضاءة، وقام بعض المحتجين بتوجيه أشعة "ليزر" لنوافذ منازل بهدف دعوة أصحابها إلى الانخراط بمبادرة إطفاء المصابيح، وهو ما كانت تتم الاستجابة له بسرعة.