– متابعة: نجحت الإرادة الشعبية لسكان مدينة طنجة، في تحقيق انتصار كبير على الآلة الأمنية، التي نزلت بكل ثقلها، من أجل فض الاحتجاجات السلمية للمواطنين، ضد غلاء فواتير الماء والكهرباء، التي فرضتها عليهم شركة "أمانديس" الفرنسية، حيث وجدت قوات الأمن نفسها مضطرة للانسحاب، والسماح بتجمع المتظاهرين في فضاء ساحة الأمم. ولم ينفع التدخل العنيف للقوات العمومية، في كسر صمود المحتجين، الذين تمسكوا بحقهم في التظاهر السلمي، غير أن التدفق المفاجئ لمتظاهرين بالآلاف، قدموا في مسيرات حاشدة من مختلف مناطق المدينة، على رأسها بني مكادة، ساهم في تقوية صفوف نظرائهم الذين كانوا قد تجمعوا في ساحة الأمم، لتجد القوات العمومية نفسها مضطرة لسحب عناصرها. وانقلب الوضع في ساحة الأمم، بشكل كلي بعد انسحاب قوات الأمن، التي فسحت المجال لانتظام آلاف المواطنين في وقفة احتجاجية، وصفها متتبعون بأنها "وقفة تاريخية"، حيث ارتج الفضاء بهتافات غاضبة تطالب برحيل شركة "أمانديس"، وسط أضواء الشموع التي رفعها المحتجون، إمعانا في تحديهم للشركة الفرنسية، وإصرارهم على رضوخها لمطالبهم. وكانت القوات العمومية، قد تدخلت بشكل عنيف لتفريق أعداد من المتظاهرين، اختاروا فضاء ساحة الأمم، لتنظيم الشكل الاحتجاجي المسطر بموازاة مع انخراط ساكنة طنجة، في حملة إطفاء الأنوار داخل المنازل والاستضياء بواسطة الشموع، في ثاني محطات ما يعرف في أوساط الرأي المحلي ب"انتفاضة الشموع" ضد شركة أمانديس. وفيما أعاد سكان مدينة طنجة، تشغيل مصابيح منازلهم، بعد انتهاء الفترة الزمنية للشكل الاحتجاجي الرمزي القائم على الاستعانة بأضواء الشموع، فإنهم ينتظرون في القادم من الأيام من مسؤولي المدينة، قرارات أكثر شجاعة لصالحهم، وإرغام "أمانديس" على الرضوخ لمطالبهم المتعلقة بحل معقول ينهي معاناة فواتير الماء والكهرباء الفاحشة الغلاء، في وقت تكررت فيه خرجات إعلامية لمنتخبين، لم تكن في مستوى تطلعات المواطنين.