في المغرب إطلالة دائمة نحو الأجنبي سواء كان شرقيا أو غربيا. المغاربة يريدون دائما لفرط فضولهم التأكد مما يظنه الآخر بهم. لذلك خلق العريفي وخبر زيارته للتوحيد والإصلاح بلبلة كبرى في الوطن بين من يرون أن العريفي هو آخر شخص يمكن أن يقدم للناس في المغرب نصائح حول الدين وبين من يعتبرون العريفي قدوتهم الأولى والأخيرة موقع "هسبريس" الإلكتروني اتصل من خلال الزميل طارق بنهدا بالداعية الذي خلق كل هاته البلبلة وكان له معه الحوار التالي ننشره تعميما لفائدة يبدو أن العديدين لم يعودوا راغبين فيها الآن قال الداعية السعودي محمد العريفي إن قراره تأجيل زيارته للمغرب، نهاية الشهر الجاري، جاء حتى "لا يزيد الأمر سخونة ولا تتطور الأمور"، منتقدا في الوقت نفسه من قاموا بتنظيم حملات تطالب بمنع زيارته، موردا أنهم "لا يفهمون قيمة العلماء"، وأنهم بذلك "يتيحون الفرصة لمن يعملون في الظلام لنشر الفكر الداعشي"؛ "نحن كدعاة وعلماء نعمل في النور .. وأي اتهام لي بالتطرف فهو اتهام لحكومتي التي تعترف بقدري وبعلمي" وفق تعبيره. وخص العريفي الموقع إياه بتصريح قال فيه إن "كل من يعترض على دخول العلماء، الموثوقين بعلمهم وفكرهم المعتدل، إلى المغرب؛ إما شخص لديه فكر خاطئ عن هؤلاء العلماء، أو لا يعرف تأثيرهم على الشباب، وإما لا يريد ربما الخير لبلده"، مضيفا: "من يريد الخير للمغرب يحرص على استدعاء العلماء"، فيما قال: "سأعود بحول الله في زيارة قريبة إلى المغرب، وأتمنى أن تكون الدعوة رسمية من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية". وانتقد العريفي مهاجمته من طرف عدد من النشطاء المغاربة، قائلا: "هناك من استند على مقاطع فيديو تم تلفيقها لي بشكل كاذب، بتقطيع بعض الخطب التي ألقيها وتبث على موقع يوتوب، والبعض يختلق علي فتاوى مكذوبة"، مضيفا: "لو كنت أنشر الفكر المتطرف وأحرض عليه وأبث فتاوى مثل ما يلفق لي، لكانت أول من تحاسبني هي حكومتي وسلطات المملكة في السعودية، فلديها الأمن والقضاء". ودافع الشيخ عن نفسه بقوله: "أنا أستاذ بجامعة الملك سعود، وعضو رابطة علماء المسلمين، ورئيس الاتحاد العالمي للدعاة، وأخطب وأحاضر في المملكة السعودية منذ أزيد من 25 سنة، أخطب في أكبر مسجد بالرياض يحضره أزيد من 16 ألف شخص، وخطبي مؤثرة وليس فيها حرج، وأقوم بزيارات كثيرة للدول العربية والإسلامية، وأجالس فيها علية القوم"، مضيفا: "أنا عضو في اللجان الوطنية بالدعوة والشؤون الإسلامية، وعلاقاتي بوزارات الشؤون الإسلامية في الدول العربية والإسلامية جيدة". "زرت المغرب سابقا، وكانت لي لقاءات مع دعاة وعلماء، كما حضرت لقاءات في السفارة السعودية بالرباط" يقول العريفي، موردا: "تغريداتي موجودة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولن تجد كلمات تنصر فكرا ضالا، أو تحث على الإخلال بالأمن أو تبدي شيئا من المخالفات، وكل ما قيل عني في هذا الشأن هو كلام باطل"، مشددا على أن لقاءاته مع الشباب المغربي كانت ستحوم حول "التحذير من الفكر المتطرف الداعشي، ومن انتشار تكفير الناس"، "كنت أود حماية الشباب من تلك المقاطع المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تدعوا إلى هذا الفكر الضال" يضيف العريفي. "ما شجعني على زيارة المغرب هو حرصي على الاستفادة من علمائه الأجلاء والنهل من علمهم" يقول الداعية السعودي، موردا أيضا: "وددت أن أعرف الشباب المغربي أكثر على تاريخهم، وهيأت محاضرة تحت عنوان: مغاربة صنعوا التاريخ، وكنت سأقدم سيرا عن قادة مغاربة عظام، كالقاضي عياض وطارق بن زياد ويوسف بن تاشفين، الذين أثروا في المشرق أكثر من المغرب"، مضيفا أن غرضه كان "رفع همم الشباب المغربي لخدمة الوطن والدين"، ويثبت لهم بأن "المغرب ليس ببلد عادي، بل هو في مقدمة الدول العربية والإسلامية ومؤهل لنهضة الأمة". وعن قضية إحراج النظام أوضح العريفي أن المقصود من ذلك كان "الحرص على عدم التسبب في اضطراب بالساحات وأماكن المحاضرات، وما قد يخلفه من مواجهة مع المعترضين على الزيارة"، مضيفا: "نعلم أن أي شكل من التحرك في المساحات العامة من محاضرات أو حتى من مظاهرات، يسبب شيئا من القلق للشرطة والسلطات .. وهم لا شك مشكورون لأنهم لا يقولون للضيف لا تأتِي إلينا، بل سنتحمل مجيئك .. فالشكر لهم وللطفهم، وأنا لا أريد أن أتسبب لهم في حرج". ونفى العريفي أن يكون المقصود بالنظام في تدوينته هو الحكومة أو ملك المغرب، قائلا: "الحكومة، ما شاء الله، قوية ولا يمكن أن يؤثر هذا عليها، لكنني قصدت النظام العام في الطرقات، والتزاحم والاحتجاج الذي قد يحصل"، فيما زاد: "أقول لأحبابي في المغرب أني لا أفرق بينهم وبين أهلي في السعودية، وحرصي على أمن المغرب لا يقل عن حرصي على أهل بيتي"، معتبرا أن من يتهمه ب"نشر الفكر المتطرف" هو "يتهم حكومتي التي تعترف بي، وأخطب وأدرس في جامعاتها بشكل عادي" على حد تصريحه للموقع المذكور