وصف كتاب ومحللون ومحامون مصريون زيارة الداعية السعودي المتشدد الشيخ محمد العريفي الى القاهرة بدعوة من الحكومة المصرية، بمحاولة لفرض خطاب "سلفي" يعيد البلاد الى قرون الظلام. وأجمعوا في تصريحات لعدد من وكالات الانباء الدولية على ان حركة الإخوان المسلمين أثبتت فشلها في استقطاب الشارع المصري، لذلك لجأت الى استيراد "الدعاة" من من الدول الأخرى لتلميع صورتها. وأثارت زيارة الشيخ العريفي الى القاهرة ردود فعل متباينة حول الترحيب به من قبل أحزاب الإسلام السياسي، ورفض شعبي خشية من التأثير على عقول العامة وبث الأفكار المتشددة في البلاد. واحتفت الحكومة المصرية بالعريفي بصفته داعية إسلامي، واستقبله هشام قنديل رئيس الوزراء المصري كما استقبله شيخ الأزهر أحمد الطيب. ووصف وزير الإعلام المصري صلاح عبدالمقصود، الداعية محمد العريفي ب"ضيف كريم على مصر، وعلى التليفزيون المصري". ووجه عبد المقصود التحية للعريفي على خطبته عن فضائل مصر وأهلها، كما وجه الوزير في وقت سابق بإذاعة الخطبة على قنوات التليفزيون المصري وتوزيعها عن طريق شركة القاهرة. وتؤكد المحامية والناشطة نوارة نجم "إن ما فعله الإخوان بجلب العريفي لمصر يؤكد عدم قدرتهم على فرض السيطرة على الشعب المصري". ولفتت إلى إن الشيوخ المصريين المؤيدين للإخوان أثبتوا فشلهم وعدم جدارتهم بالحصول على ثقة الشعب، ولذلك قاموا بجلب العريفي لكي يمارس نفس السلطة الدينية التي اعتادوا عليها. ويرى الناقد محمد الدسوقي أن "العريفي تربي على اسس غير سليمة وهو طائفي، والأسس التي يدافع عنها تعمل علي تفريق المسلمين وهي أشبه بمذهب سياسي أكثر منها جماعة أو طريقة تدين، بمعني أنها تتخذ الدين وسيلة لا غاية". وقال "في ظني أن العريفي يلعب دورا سياسيا، وعليه تجميل الصورة وإخضاع الناس في مصر لعدم الاحتجاج أو التظاهر والرضي بحكم الإخوان، ولهذا باعتقادي أن الأمر مدبر، ومصر لن تنجو مطلقا إلا بالثورة على حكم الإخوان لأنه سيؤدي ببلدنا إلى الجحيم". ويؤكد الناقد د.جمال العسكري فشل الصورة ويقول "لا أظن أي مصري كان في حاجة لسماع هذا الكلام، فضلا عن أن يكون سعيدا بمن يعلن للعالم إفلاسنا وعجزنا وحاجتنا للمساعدة، يا سيدي لو لم يدخل الإسلام مصر لم تكن لتقوم له دولة يهابها العالم فضلا عن العرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم، لقد تربينا على بقية من عصر عبد الناصر وأيضا السادات عرفنا خلالها قيمة مصر بالنسبة للعالم ولن نقبل من أحد أن يشفق علينا مصر أكبر وأكبر". وحول نجاح أو فشل الصورة التجميلية التي حاول العريفي صناعتها عن شيوخ ودعاة السلفية والاخوان، أكد العسكري "إن نجحت ستنجح لدى المجموع المطحون الذي ينتظر أي بارقة أمل للإحساس بالأمان لا أكثر أمام تهديدات الإعلام بالإفلاس والدمار الخ، لكنها ستفشل عند عدد غير قليل ممن يستطيع أن يقرا ما بين السطور من جر نحو تبعية بشكل ما أو حلف تجاه حلف آخر بعينه، وأظن أن الأمر كان واضحا لكل ذي عقل". ويقول الكاتب الروائي سعد القرش على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي"أرفض تماما أن يتسول أحد باسم الشعب المصري، أو يستول عليه". واضاف "كتب الشاعر أحمد شوقي عن أبي الهول "لعب الدهر في ثراه صبيا" والمعنى أن مصر كبيرة جدا، أكبر من خيال هؤلاء الذين يحاولون تضليل شعبها، لا أهضم كلام العريفي عن مصر، أولا: هذا جزء من صراع اقليمي على بلد يرونه الآن رخوا في مرحلة تحول، ثانيا: يريد مصر جزءا من أمة إسلامية، وهذا مفهوم ديني ضيق تجاوزته الدولة الحديثة التي نريدها ولو حكمها مسيحي أكثر كفاءة من غيره من المتقين المسلمين، ثالثا: هذا العريفي أفتى بعدم جواز وجود أب مع ابنته في غياب الأم، وهذا هوس جنسي ومرض نفسي يحتاج علاجا. وأفتى أيضا بحل مشكلة السوريات فوق 14 فيما يشبه الاغتصاب أو الاسترقاق، ولم نجد له فتوى مماثلة عن الصوماليات لأن السوريات أحلى". ويرى الكاتب مأمون الحجاجي أن الأمر يبدو في ظاهره وكأنه غير مقصود وغير ممهنج، لكنه يستغل ولع المصريين بالدين وحرصهم عليه، يلجأ "المتأسلمون" الجدد بعد فشلهم في إثارة الفتن إلى حيلة من صميم الدين، وهى فتوى تطمئن المصريين بعد فشلهم في إدارة شؤون البلاد، لكن الأمر لم يتم تدبيره جيدا فقد شاهد الناس رئيس الوزراء يلتقي بالشيخ العريفي، وهنا شوهدت اللعبة ومخططوها ومنفذوها، وفاتهم ذكاء المصريين الذين يفهمون صحيح الدين بفطرتهم وأن الدعاية المدفوعة الأجر لا تنطلي عليهم، ومن حارب إرادة الشعوب فمزبلة التاريخ في انتظاره. وطالب العريفي المستثمرين في العالم وخاصة في السعودية بالاستثمار في مصر التي قال انها أولى "بأموالنا من البنوك الأجنبية". ويثير العريفي جدلا متصاعدا حول آراءه الفقهية، وكان آخرها تحريم مشاهدة قناة "أم بي سي" المخصصة للأطفال ووصفها ب"الكافرة". ويصف البعض فتاوي وتصريحات الداعية السعودي بالمتشددة والغريبة في بعض الأحيان.