قال مستشار جلالة الملك، أندري أزولاي، أمس السبت بالرباط، إن تومليلين شكلت، منتصف الخمسينيات وخلال السنوات التي تلتها، فضاء استثنائيا يحتفى بإيثار وتنوع المجتمع المغربي، ويكرس الروح التعددية والحوار. وأوضح أزولاي، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لندوة دولية تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في موضوع "تومليلين.. عودة إلى فضاءات الحوار والنقاش"، أن "تومليلين كانت قد دعت مبكرا بلدنا ومجتمعنا إلى احتضان الفكر الذي يفضل الإيثار ويعكس التنوع الاستثنائي لمجتمعنا وقدرة كل فرد منا على فرض وخوض مساره". وأشار إلى أن هذا اللقاء يمكن من استعادة "لحظة متميزة" من تاريخنا و"جزء هام"من تراثنا وذاكرتنا. ودعا أزولاي إلى التصدي لكافة المغريات الوهمية وأشكال الانحراف التي تسعى لقطع صلة الوصل التي تربطنا بذاكرتنا وتاريخنا، مضيفا أنه يتعين إتاحة الفرصة أمام الأجيال الصاعدة لاستحضار هذا الجزء من تراثها. وأضاف "بعيدا عن أي مقاربة تعتمد على الذاكرة بشكل محض ويمكن أن تسم هذه المبادرة، هناك اليوم حاجة أكثر من أي وقت مضى لدعم كل أولئك الذين لا يرغبون في النسيان ويفضلون الصمود ليظل بلدنا ذاك الفضاء المتسم بالحداثة والانفتاح والتبادل والتنوع"، مبرزا أن تاريخنا سيمكننا من تقديم الأفضل في المستقبل. ويعد مشروع "عودة إلى تومليلين" مساهمة بناءة في الحركة المواطنة الجماعية المناوئة للتعصب ووقفة تحد في وجه اللا تسامح، كما يدافع بقوة عن القيم الكونية، ويروم إنتاج خطاب ومشاريع بديلة مستمدة من قيم التسامح في مواجهة ظاهرة التطرف، ما يخول للأجيال المتعاقبة مناعة وتحصنا من السقوط في براثنه. وتعرف هذه الندوة، التي ينظمها "أرشيف المغرب" ومؤسسة "ذاكرة من أجل المستقبل"، وتعد مناسبة لاستحضار جماعي لفضاء التسامح الذي مثله، عقب الاستقلال، دير تومليلين، قرب مدينة آزرو، مشاركة العديد من الشخصيات الدولية من مشارب مختلفة، أكاديمية ودبلوماسية وسياسية وعلمية. وستعرف هذه الندوة تنظيم مجموعة من الأنشطة الفنية الموازية، وعلى مدى عدة أيام، بهدف تمكين الشباب المغربي من الإلمام بما تختزنه تومليلين، كفضاء رحب للتحاور والانفتاح، وذلك تشجيعا لمبادرات مماثلة ستتكرر في المغرب وخارجه. ويتضمن برنامج هذه التظاهرة الثقافية والفنية الكبرى، التي تعد سابقة، مداخلات العديد من الشخصيات البارزة في الندوة المذكورة، ومعرضا للصور تحت شعار "تومليلين 56 /57″ افتتح أمس الجمعة بمقر أرشيف المغرب، وكذا معرضا للوحات التشكيلية، تحت عنوان "ثلاث رؤى حول الغرباوي في تومليلين"، والذي سيفتتح يوم 14 أكتوبر بفيلا الفنون – الرباط. وتعد هذه التظاهرة باكورة دعم بناء من قبل وزارة الثقافة والمجلس الاستشاري للجالية المغربية بالخارج، وفيلا الفنون – الرباط، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ، ومؤسسة "هانز شييدل" ومصلحة الثقافة والتعاون بسفارة فرنسا في الرباط.