هنا مساء خريفي بدا كئيبا أكثر من اللازم، غير أن لا أحد كان يتوقع سيناريو الشغب الذي أعقب مباراة اتحاد طنجة/ المغرب التطواني، التي احتضنها الملعب الكبير بطنجة، يوم السبت 03 أكتوبر 2015، ضمن فعاليات الدورة الثالثة من البطولة الاحترافية، وانتهت بالتعادل (2/2). لا أحد توقع الشغب مع الإجراءات الأمنية الصارمة وقرار الجامعة الوصية منع دخول القاصرين إلى المدرجات. لا أحد ولا واحدا من 40000 شخص الذين حضروا اللقاء، رجالا ونساء، كبارا وصغارا رفقة أولياء أمورهم، لا أحد من كل هؤلاء كان ينتظر حدوث الشغب بعدما مرت المواجهة في أجواء رياضية قل نظيرها بين الغريمين الجارين، وتقديم الفصيل التشجيعي "إلترا هيركوليس" لوحات راقية في دعم ومساندة فريقه من جهة وفي استقبال الضيوف من جهة ثانية، وكان كرمه حاتميا تجاه الجماهير التطوانية التي تابعت المباراة -على قلتها- من داخل جنبات ملعب ابن بطوطة. مع ملاحظة كون الحضور الأمني هو الآخر كان وازنا من نوعه، بالنظر إلى أنه تمت الاستعانة بألف شرطي لتوفير الأمن داخل الملعب، إضافة إلى المئات من عناصر القوات المساعدة ورجال الأمن الخاص… فمباشرة بعد إعلان الحكم بوشعيب لحرش عن نهاية اللقاء بين الطرفين بالتعادل الإيجابي هدفين داخل كل شبكة، انطلقت الشرارة الأولى -على ما يبدو- للشغب من المدرجات، حيث رشق غاضبون محسوبون على جمهور طنجة لحرش بقنينات المياه المعدنية، الأمر الذي أدى إلى تدخل قوات الأمن والقوات المساعدة في الحال، والتي استعانت بالواقيات البلاستيكية وكان لها الدور الحاسم في تأمين خروج طاقم التحكيم من أرضية الملعب إلى مستوعات الملابس. تفاصيل أوفى عن ساعات مروعة من الرعب عاشها الطنجاويون على يد مشاغبي الكرة تكتشفونها رفقة الصور في عدد الإثنين من الأحداث المغربية