بلافتات كتبت عليها شعارات «عاجل: تلامذة الزليليك في خطر»، و«النقل غايتنا والاحتجاج وسيلتنا»، خرج المئات من تلاميذ دوار الزليليك وأولياء أمورهم صباح يوم الخميس الأخير في مسيرة احتجاجية حاشدة. في البداية، شارك حوالي مائتي تلميذ يتابعون دراستهم بثانوية أحمد زكي العلوي في وقفة «عفوية» أمام قيادة عين الشقف، قبل أن ينضم إلى المحتجين المئات من التلاميذ وعموم السكان، وينطلقوا في مسيرة على الأقدام في اتجاه وسط مدينة فاس، لكن القوات العمومية وقفت لهم بالمرصاد ومنعت المحتجين من الاستمرار في المسيرة. الاحتجاج جاء ردا على عدم توفير النقل المدرسي للتلاميذ المعنيين الذين يعانون منذ تاريخ 22 نونبر 2011 من مشاكل البرد والمطر إثر تنقلهم على أقدامهم لمسافة تتراوح ما بين 10 و 15 كلم بين محلات سكناهم والثانوية. قائد قيادة عين الشقف، تدخل لتهدئة فورة الاحتجاج، ومحاولة إيجاد مخرج لهذا المشكل، فوعد المحتجين بأن يكون بجانب التلاميذ في هذه الظروف الحرجة، وإعطاء رقمه الهاتفي لكل من رغب في المساعدة والاتصال به عند حصول مشكل ما... أزيد من ألف شخص شاركوا في المسيرة، ما استدعى تدخل أعداد كبيرة من القوات العمومية، تتألف من الدرك الملكي والقوات المساعدة، حيث استعانوا بدروع واقية لمواجهة الحجارة التي لم يتوان بعض المحتجين في رشق القوات العمومية بها، ما حدا بالأخيرة إلى التدخل في أكثر من مرة، مما زاد من تأجيج الوضع، نجم عنه إصابة أكثر من ستة أشخاص بجروح مختلفة، تم نقلهم من موقع المواجهة على متن سيارة الإسعاف إلى مستشفى الغساني. المتظاهرون كانوا عازمين على الوصول إلى وسط مدينة فاس لإسماع صوتهم إلى والي الجهة. المسيرة قطعت سبعة كيلومترات مشيا على الأقدام في إصرار من المتظاهرين، بعد أن تجاوزوا طوقين أمنيين، لكن بعدما تبين للسلطة المحلية أن الأمور قد تخرج عن السيطرة، تمت الاستعانة بتعزيزات أمنية إضافية من أفراد «السيمي»الذين لم يترددوا في تفريق المحتجين باستعمال الهراوات، للحيلولة دون وصولهم إلى هدفهم. «لم نخرج للاحتجاج سوى لمطالبة السلطات المعنية بتوفير نقل مناسب ومريح لأبنائنا، فواجهتنا القوات العمومية بوحشية»، يقول أب أحد التلاميذ في نبرة غاضبة. العديد من تلاميذ المنطقة ظلوا يتنقلون على متن سيارة شحن صغيرة في ملك أحد المحسنين، يتزاحمون فيها كحل ترقيعي إلى حين توفير سيارة مدرسية ملائمة... لكن انتظارهم طال أكثر من اللازم. سيارة الشحن ظلت تقل التلاميذ مرة واحدة ذهابا ومرة واحدة إيابا، من الساعة السابعة والنصف صباحا وترجعهم في السادسة مساء، بمعنى إذا كان التلميذ سيدخل الفصل في الرابعة مساء فعليه أن يذهب في السابعة والنصف صباحا، وإذا كان سيغادر في منتصف النهار فعليه أن ينتظر حتى السادسة مساء. يحدث كل هذا في زمن الحديث عن مدرسة النجاح... وهلم جرا محمد الزوهري