يبدو أنه لا حدود لقدرات وطاقات الممثل الأميركي المعروف روبرت دي نيرو، فقد كان رجل عصابات ومافيا مشهوداً له كما في فيلم العراب، ثم ممثلاً كوميدياً لا نظير له كما في "أنلايز ذيس"، وتنقل من الأفلام الحربية إلى الرومانسية، مروراً بأفلام الحركة، التي أجاد فيها كما أجاد في باقي أنواع وأجناس السينما. دي نيرو، وهو في الثانية والسبعين من العمر، يقرر أن يصبح "متدرباً" في شركة جديدة للأزياء بمدينة نيويورك، بعدما اكتشف أن دروس "التاي تشي" وتعلم لغة جديدة وزيارة أحفاده ليست أهم ما في الحياة، في عمله الأخير الذي سيعرض الجمعة في صالات السينما الأميركية، بالفيلم الذي يحمل الاسم نفسه، أي المتدرب أو "ذي إنتيرن". والشعور بالتجاهل وعدم الجدوى ليست مشكلات يعاني منها الممثل المخضرم روبرت دي نيرو، الذي يجسد شخصية بين ويتكر في الفيلم الكوميدي، وهو من تأليف وإخراج نانسي مايرز وتشارك دي نيرو البطولة الممثلة آن هاثاواي. لكن بالنسبة إلى الممثل، الذي فاز بجائزة الأوسكار مرتين، فإن الفيلم عبارة عن "رسالة حب لجيلنا". وقال دي نيرو "يميل المرء دائما للشعور بأنه عندما يبلغ سناً معيناً فإنه يصبح أقل أهمية وهذا ليس الحال". وبصفته متدرباً، ينضم دي نيرو، أو ويتكر، إلى موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك للمرة الأولى، وينتهي به الحال إلى تعليم أقرانه وهم في العشرينيات من العمر أكثر مما يعلمونه. وقال دي نيرو "الناس يهمشون بشكل ما عندما يتقدمون في العمر"، لكن شخصيته في الفيلم "تملك النصيحة التي لا يمكن أن يقدمها سوى شخص عاش على هذا الكوكب لفترة أطول". والفيلم مزيج نادر في هوليوود بين الكوميديا والرومانسية والدراما، ويستهدف اجتذاب أجيال متنوعة، دون أن ينحاز إلى صف كبار السن أو الشبان الصغار. ويعد الفيلم أهم وأكبر إنتاج في سلسلة من الأفلام التي صدرت في الآونة الأخيرة التي تحتفي بجمهور السينما الذين تتجاوز أعمارهم الخمسين، الذين عادة ما يتم تجاهلهم مع تركيز شركات الانتاج الكبرى على الجمهور الشاب الذي يميل لأفلام الحركة والأبطال الخارقين.