عوض أن تدافع عن شرف المهنة، أو أن تعتبر ماقام به الصحافيان كاترين غراسيي وإيريك لوران وصمة عار مست فرنسا في أعز ما لديها: صحافتها التي تعني جزءا كبيرا من حريتها، استطاعت "لومند" أن تعود إلى الموضوع بمناسبة الزيارة المرتقبة للرئيس هولاند إلى بلادنا السبت والأحد لكي تقرأه قراءة خاصة من نوعها لنقل إنها قراءة جد خرقاء رأت في العملية برمتها "طريقة استفاد بها المغرب لتحسين صورته"لجأت إليها شارلوت بوزوني لكي تحاول من خلالها خلخلة الأوراق قليلا وخلطها لئلا يعود النقاش منصبا على فضيحة الصحافة الفرنسية بل يصبح "من المستفيد من تفجر الفضيحة؟" هذا السؤال لا أهمية له يقول صحافي خبر جيدا صحافة فرنسا، السؤال الأهم اليوم هو : هل كل ماكتب عن المغرب في صحافة فرنسا سابقا ومايكتب حاليا وماسيكتب لاحقا مندرج في إطار ما فعله إيريك لوران وكاترين غراسيي؟ هل دأب الأصدقاء هناك على الطمع في استلال بعض المال دائما مقابل السكوت عما يدعون أنه إساءات؟ وهل تعودوا دائما إرسال كتبهم ومقالاتهم لمراقبتها أو مراجعتها وتحديد نشرها من عدمه بعد أداء المقابل؟ وهل فعلوا ذلك مع المغرب لوحده أم فعلوها مع تونس ومع مصر ومع لبنان ومع ليبيا ومع دول أخرى عديدة؟ غير هذا السؤال بل الأسئلة – يقول هذا الصحافي القيدوم – لا شيء يعني الناس حتى وإن بلغ التضامن بين أبناء "المهنة الواحدة" في فرنسا حدودا تلغي كل مواثيق الشرف ودروس الأخلاقيات والحكايات التي يتم ترديدها في كل مكان "أما لومند" -يقول هذا الصحافي في الختام بنبرة حزينة فعلا – فهي بالفعل آخر من كنا ننتظر أن يدافع عن الارتشاء في الصحافة". لكن مثلما يقول الفرنسيون أنفسهم "من يعش ير" والدنيا دائما هي متوالية مفاجآت لاتنتهي ولن تنتهي أبدا… لمياء الديلامي