حالة من السخط المتزايد داخل الأوساط الإعلامية الفرنسية إزاء فضيحة الصحافيان المفترسان المتهمان بإبتزاز ومساومة المغرب، حيث أصحبت صورة ومصداقية الإعلام الفرنسي أضحوكة أمام العالم بعد أن مرغا إيريك لوران وكاترين غراسيي سمعته في التراب. الإعلامية ليا سلامة صرحت في برنامج على قناة (فرانس 2) السبت (5 شتنبر) أن إريك وكاترين "فقدا شرفهما وسمعتهما"، مضيفة بأن "روايتهما غير مقنعة البتة". هو نموذج لردود الأفعال الصادرة عن العديد من الإعلاميين الفرنسيين والتي تصب كلها في خانة الشجب والتنديد بسلوك الصحافيان الفرنسيان، لنتساءل وإياهم، هل يمكن أن يفعل أحد ما أو طرف سوءًا بذاته ومحيطه مثلما فعله إريك وكاترين بالإعلام الفرنسي حاليًا؟ وهل يمكن أن تضل بعض الأقلام التي تسمي نفسها بصحافة (الإستقصاء) طريقها وسبيلها إلى حد الخروج عن كل أخلاقيات العمل الإعلامي والأعراف المهنية؟ مؤسف الاعتراف إن هذا ما ينطبق تمامًا وفعليًا على بعض المنتسين للإعلام الفرنسي وعلى مصداقية وموضوعية الرسالة الإعلامية المقدمة من خلالهم. حقيقة مرة وصادمة للغاية… نعم، لا أحد في الإعلام الفرنسي يستطيع الآن إنكار أو التغاضي عن واقعة إبتزاز المغرب وعن تداعياتها وآثارها السلبية المتعددة على المتلقي وعلى المجتمع الفرنسي والدولي بأكمله. ويكفي هنا الإشارة إلى ملاحظتين جديرتين بالإنتباه لأنهما يعززان من مصداقية المغرب ومؤسساته ويفضحان بهتان وأكاذيب الصحافيان الفرنسيان: – الملاحظة الأولى أن القناعة ترسخت لدى هؤلاء الإعلاميين الفرنسيين بأن رواية إريك وكاترين حول مساومتهما للمغرب غير قابلة للتصديق وغير مقنعة البتة. – الملاحظة الثانية تتعلق بنفي المديرية العامة للأمن الخارجي بفرنسا للادعاءات التي تزعم أنها تكون قد أعدت وثائق مسيئة للمغرب وسلمتها للصحافيان المذكوران، وذلك ردًاعلى تصريحات كاترين غراسيي المتضمنة في التسجيلات التي كشفت عنها إحدى الأسبوعيات الفرنسية. وعلى هذا المنوال يمكن القول إن مأزق "واقعة إبتزاز ومساومة المغرب" الواقع فيه إيريك وكاترين حاليًا، وضع الإعلام الفرنسي في موقف لا يحسد عليه، وهذا ما يفسر الخرجات الإعلامية التي تتبرأ من ورطة إيريك وكاترين.