مئات العائلات من القاطنين بمخيمات تندوف تلجأ للاستغاثة وطلب العون لإيصال مآسيها إلى المنتظم الدولي، فبعد التنظيمات الشبابية التي حركت الأوضاع السياسية داخل المخيمات، انتقلت العدوى إلى العائلات التي وجدت في تكسير جدار الصمت الذي ظلت قيادة البوليزاريو تضربه لإخفاء المآسي التي تعيشها الساكنة. العائلات التي تقطن في مخيمات لمهريز راسلت منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف المعروف اختصارا ب«فورساتين» من خلال نداء استغاثة حول تردي الأوضاع والإهمال، الذي لحقهم من طرف قيادة البوليزاريو التي، و الذي يقول النداء، إنها تغض الطرف عن معاناتهم وترفض الاستجابة لمطالبهم البسيطة والمشروعة وتحرمهم من حقهم في الحصول على المساعدات الإنسانية والغذائية الموجهة إليهم. 1200 عائلة صحراوية تقطن بهذه المنطقة انتفضت بفعل استمرارية المعاناة وناشدت في رسائل استغاثة موجهة إلى الضمائر الحية المساعدة في حل مشاكلها العالقة، مهددة في الوقت ذاته إلى اللجوء لخطوات تصعيدية للتحسيس بقضيتها، منها الانتقال إلى أجهزة ومؤسسات الأممالمتحدة لإبلاغ احتجاجها على تجاهل أوضاعهم، وهددوا بتنظيم وقفة أمام مقر بعثة المينورسو. وأوضحت العائلات المحتجة في نداء استغاثتها أن معاناتها تضاعفت خلال هذا الصيف حيث ندرة المياه، وخاطبوا الجهات المعنية بالقول، «نناديكم باسم الشيوخ والأطفال والنساء والأبرياء، باسم إخوان لكم نؤكد لكم أن المنطقة تعيش أزمة خانقة منذ مدة، وتشكّل مسألة النقص الحاد في المياه، والمؤن الغذائية وكذا مواد الطاقة الأسباب الرئيسة التي دفعت سكان امهيريز لإطلاق نداء عاجل». واشتكى السكان من ندرة المياه، وعدم استفادتهم، بخلاف باقي مناطق المخيمات من النصاب المقدر في المساعدات الإنسانية والغاز، و من العزلة المفروضة والحصار المميت والممنهج لإبادة المواشي، والذي حال دون إمكانية العيش الكريم فوق هذه المنطقة، ويتضح من لغة نداء الاستغاثة أن الأوضاع تزداد سوء بالمخيمات، بعد أن توارت مافيات نهب المساعدات لفترة، وبعد افتضاح أمر سرقة المعونات الإنسانية من طرف المكتب الأوروبي لمكافحة الغش، قبل أن تعود للنهب بشكل مضاعف، مما جعل أوضاع ساكنة المخيمات تتأزم. عبد الكبير اخشيشن/سالم شافع