محاولة جديدة لأعداء الوحدة الترابية تفشل في العيون، خلال زيارة كريستوف روس المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي بان كيمون إلى الصحراء حاول مؤيدو الطرح الإنفصالي تجييش الشارع العام والخروج في مظاهرات، لكنهم اصطدموا بالحقيقة المرة، وهي أنهم يغردون خارج السرب ولم يساندهم سوى أقلية من الشبان والصغار والحاقدين على مشروعية ومصداقية المقترح المغربي. مصادر من العيون، أكدت أن الموالين للطرح الإنفصالي حاولوا استمالة أبناء المدينة بتوزيع مبالغ مالية عليهم وأوراق نقدية لا تتعدى 200 درهما لبيع مغربيتهم. كل ذلك من أجل اشعال الفتنة والقيام بأعمال تخريبية وإثارة الفوضى. بعض من أولئك أيضا، حسب نفس المصدر، تلقوا بطاقات تعبئة لهواتفهم النقالة كمقابل للمشاركة في مسيرة تبين أن قلة قليلة منهم شاركوا فيها، وفشلوا دون أن يتحقق المراد منها وهو عرقلة زيارة روس وتقديم صورة سلبية عن الوضع الحقوقي في العيون. لم تنته فضائح الإنفصاليين بمناسبة زيارة روس للمنطقة، بل إن زيارته المخيمات شهدت فضائح أكبر. على عكس زيارته للمغرب التي التقى فيها بالطيف السياسي وأعضاء المجتمع المدني، كان أول لقاء للمبعوث ألأممي بالمخيمات الصحراوية، مع وزير مخابرات البوليساريو: براهيم بيدالله المدعو «كريكاو» ، الأخ التوأم للشيخ بيد الله رئيس مجلس المستشارين بالمملكة المغربية. اللقاء الذي لم يصدر أي شيء عن فحواه، يطرح الكثير من الأسئلة حول مبرراته. فما تسميه البوليساريو كتابة الدولة للتوثيق، هي ما كان يطلق عليه مديرية الأمن العسكري في وزارة الدفاع، التي أصبحت بعد مؤتمر البوليساريو الأخير في دجنبر 2012، وزارة تابعة مباشرة لرئاسة البوليساريو تنسق مع جهاز الاستخبارات الجزائري، تشرف على السياسات الأمنية، و تخنق أنفاس اللاجئين الصحراويين بمخيمات تيندوف، بإدارتها لأجهزة الشرطة والدرك والوحدات العسكرية التي تحاصر المخيمات. وتبين أيضا أن المغني الناجم علال الذي اختطف قبل زيارة روس للمنطقة، قد تم اخلاء سبيله في منطقة المهريز قرب الحدود الموريطانية لإبعاده عن المخيمات امعانا في قمع الأصوات المعارضة لقادة جبهة البوليزاريو. ذات الأمر سبق أن تعرض له مصطفى ولد سلمى والمتواجد في العاصمة الموريطانية نواكشوط والذي راسل كريستوف روس مطالبا اللقاء به أثناء زيارته لنواكشوط. روس الذي ختم آخر لقاءاته في المخيمات بلقاء محمد عبد العزيز المراكشي، التقى في يومه الثاني بعدد من قادة الجبهة وفعاليات نسوية، لكنه لم يتمكن من اللقاء بأي صوت معارضي للبوليساريو. المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي قام أيضا بزيارة ميدانية إلى مؤسسة الإحصاء والتوثيق الوطني حيث قدمت له شرحات عن كيفية انجاز البطاقات الوطنية الحديثة و كذا اصدار جوازات السفر الصحراوية من قبل بعض الموظفين كما قام بجولة تفقدية في مختلف مرافق المؤسسة الوطنية للإحصاء، وهو ما قد يضع الإنفصاليين في مأزق بسبب رفضها ومعها الجزائر تنظيم احصاء عام للسكان لمعرفة أعداد اللاجئين الحقيقية، وهوما ترفضه قيادة البوليساريو لاستمرار نهب المساعدات الغدائية والإنسانية اعتمادا على احصائيات غير واقعية. رابطة أنصار الحكم الذاتي بتندوف لم تلتق روس، لذلك حرص فرعها في العيون على تسليمه رسالة لتقديمها للأمين العام الأممي بان كيمون. الرسالة تضمنت التفاتة لوجود «انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان ترتكب بمخيمات تندوف» وأيضا «استمرار القهر والاستبداد وغياب أدنى الظروف اللائقة بالحياة الكريمة للصحراويين» وفضحت استمرار «عملية الاتجار بالمساعدات الغذائية والأدوية المخصصة لساكنة المخيمات». بعد الإنتهاء من زيارة المخيمات من المنتظر أن يزور روس كلا من العاصمة الموريطانية نواكشوط وأيضا العاصمة الجزائرية، قبل أن تحط طائرته بالعاصمة الإسبانية مدريد ثم الفرنسية باريس. في تلك العواصم قد يجد روس مفاتيح أخرى تعينه في الخروج بمقترحات جديدة للعودة للتفاوض. لن يخرج كريستوفر روس خاوي الوفاض من زيارة الأولى من نوعها إلى المنطقة منذ تعيينه سنة 2009 مبعوثا للإمين العام الأممي. لقاءاته بمختلف الفعاليات والمسؤولين بالمغرب وعلى رأسهم صاحب الجلالة وأيضا وقوفه بعين المكان على حقيقة الأوضاع والإستماع للرأي والرأي الاخر ستمكنه من وضع تشخيص دقيق قبل إعداد استنتاجاته عساها تحرك المياه الراكدة في مسار المفاوضات وتنهي نزاعا مفتعلا عمر لسنوات. أوسي موح لحسن/ س.شافع