كشفت معطيات مثيرة حصلت عليها «التجديد»، حول الأسباب الحقيقية التي دفعت المغرب إلى سحب ثقته من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة حول قضية الصحراء «كريستوف روس» وتؤكد أن روس كان على علم بمخطط للإنفصاليين من أجل إحراق العيون بتزامن مع زيارته للأقاليم الجنوبية. المعطيات التي حصلت عليها «التجديد» من مصادر مطلعة، تؤكد أن البوليساريو وبتنسيق مع انفصاليي الداخل كانت تستعد لإشعال مدن الجنوب وبالأخص مدينة العيون، على غرار ما وقع من أحداث في مخيم اكديم زيك، بالتزامن مع زيارة روس إلى المناطق الجنوبية. وأكدت ذات المصادر أن السبب الحقيقي وراء سحب الثقة من روس راجع بالأساس «إلى توفر المغرب على دلائل قاطعة تؤكد معرفة المبعوث الأممي وإطلاعه التام لما كانت تخطط له البوليساريو»، التي كانت تسعى « إلى أن يقابل الزيارة التي كان سيقوم بها مظاهرات تنادي بحق (الشعب الصحراوي) في تقرير مصيره ورفع أعلام الجبهة»، في مقابل ذلك لم يبد روس أي تحرك لوقف هذا المخطط، الأمر الذي اعتبره المغرب خروجا عن الحياد المطلوب في أي مبعوث أممي. وأوضحت ذات المصادر أن سحب الثقة من روس والذي جاء نتيجة عدم حياده والتزامه بقرارات مجلس الأمن، وضع البوليساريو في ورطة، وأوقف مخططها الذي وصفه بالجهنمي، ما جعل الإحباط يسود داخل صفوف بوليساريو الداخل تقول ذات المصادر. مصادر «التجديد» أشارت إلى أن قبول المغرب روس كمبعوث أممي، جاء بعدما تم الاتفاق على تحديد المنطلقات، والتي أجملت وقتها بضرورة أن يبدأ من حيث انتهى المبعوث السابق فالسوم، وتأكيده على الحياد كشرط أساسي في التعاطي مع أطراف النزاع. من جهة أخرى كشفت ذات المصادر أن التصريحات التي أدلى بها القيادي في الإتحاد الاشتراكي محمد اليازغي حول الموضوع، جعلت السفير البريطاني في المغرب ينقل تقريرا أسودا للحكومة البريطانية حول عدم وحدة الصف المغربي في تعاطيه مع قضية روس. هذا ويرتقب أن يعين الأمين العام للأمم المتحدة مبعوثا جديدا لحل مشكل الصحراء المفتعل قبل نهاية شهر غشت الجاري، فحسب ما توصلت له «التجديد»، فإن الأمين العام «يريد تعيين المبعوث الجديد قبل الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة مطلع شتنبر المقبل».