أسدل الستار مساء الأحد بفضاء مسرح الحبول بمكناس، عن فعاليات الدورة ال 16 لمهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية الذي نظمته وزارة الثقافة على مدى أربعة أيام، بتنظيم أمسية فنية جمعت بين التراث العيساوي والأغنية العصرية. واستمتع جمهور العاصمة الإسماعيلية بوصلات في الذكر العيساوي والحضرة أدتها الطائفة العيساوية "الأخوين" برئاسة المقدم عبد الصمد هادف. كما كان الجمهور على موعد مع أغاني عصرية أداها المطرب زكريا الغفولي خريج برنامج اكتشاف المواهب "استوديو دوزيم" نسخة 2010 . وأكد المدير الجهوي لوزارة الثقافة جواد المستاري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التظاهرة الثقافية أصبحت فضاء لتلاقي مختلف أنواع التعابير الفنية العالمية، وكذا مناسبة لتبادل التجارب الموسيقية والتعرف على موسيقى الآخر. وتميزت الدورة ال 16 بتنظيم أمسيات فنية أحيتها فرق تراثية محلية ووطنية منها بالخصوص، مجموعة التهامي الحراق وفرقة الدقة الرودانية ، إضافة إلى المعلم الكناوي مجيد بقاس ، فضلا عن مشاركة فرق من إسبانيا ومصر وكوت ديفوار. وقد أمتعت هذه المجموعات الغنائية، التي أثثت فضاءات الموقع الأثري وليلي ومسرح الحبول ، جمهور مدينة مكناس بلحظات فنية متنوعة من موسيقى كناوة وعيساوة وكذا موسيقى تراثية أجنبية وإيقاعات إفريقية . وتميزت فقرات هذه الدورة بتكريم الملحن حسن القدميري والمؤلف الموسيقي وعازف العود عبد العاطي آمنا كفنانين أسديا خدمات جليلة للأغنية المغربية وأغنيا المشهد الفني المغربي برصيد هام من الإنتاجات الغنائية الرائعة. وسط أجواء موسيقية تنهل من عوالم اللون الكناوي، أحيى الفنان المغربي مجيد بقاس، مساء الجمعة بفضاء مسرح الحبول بمكناس، حفلا فنيا ضمن فعاليات الدورة ال 16 لمهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية الذي تنظمه وزارة الثقافة على مدى أربعة أيام. وسافر بقاس، أحد أبرز رواد فن كناوة، بجمهور العاصمة الإسماعيلية إلى أجواء كناوية روحانية رفرفت بالنفوس رفقة إيقاعات لون موسيقي ذي جذور إفريقية. وخلال هذا العرض الفني، انجذب الحضور لحوار الآلات الموسيقية التي امتزجت بين آلات تقليدية وأخرى عصرية حيث أمتع هذا الفنان، بمعية مجموعته أفرو كناوة، الجمهور بباقة من أغانيه الناجحة الموزعة بطريقة عصرية تمزج بين الكناوي وفن البلوز الإفريقي النابع من الموسيقي الروحية للجذبة الكناوية التي تتلاقى مع فن الجاز والبلوز المستمد من إفريقيا. كما أتحف هذا الفنان الجمهور بأغنيتين جديدتين أداهما لأول مرة خلال هذه الأمسية الفنية. وبالفضاء ذاته، استمتع الجمهور بلحظات موسيقية من التراث الموسيقي المصري مع فرقة الموسيقى العربية دار الأوبرا (مصر) وهي فرقة تضم أمهر الموسيقيين التابعين لفرق دار الأوبرا والتي قدمت خلال هذا الحفل أغاني عربية متنوعة من أغاني أم كلثوم ونجاة الصغيرة وعبد الحليم حافظ ومحمد رشدي وسيد مكاوي أداها كل من المطرب محمد عفت والمطربة آيات فاروق. واقترحت مجموعة التهامي الحراق بهذا الحفل الفني موشحات صوفية بأنغام من البياتي والعجم والرزكة، حيث أدى هذا الفنان مجموعة من الموشحات والقصائد. وتواصلت أمسيات المهرجان بتنظيم فقرات فنية تحييها فرق موسيقية تراثية من كوت ديفوار والكامرون والمغرب. وأضحى مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية ، الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حدثا ثقافيا وفنيا يروم التعريف بفنون وموسيقى العالم التقليدية وجسرا لحوار الثقافات وتلاقح الحضارات ، وكذا للاحتفاء بالمواقع الأثرية كموقع وليلي من خلال إدماجها في الحركية الاقتصادية والثقافية والبيئية.