اكتسب الممثل المصري عمر الشريف الذي توفي الجمعة في القاهرة عن 83 عاما, شهرته العالمية بفضل المخرج البريطاني ديفيد لين الذي سلط الضوء على موهبته وقدمه الى جانب بيتر اوتول في "لورنس العرب", وذلك قبل ان يكرس هذه الشهرة في سينما الستينات بادائه البطولة في شريط "دكتور جيفاغو". والراحل اسمه الحقيقي ميشال شلهوب. من مواليد العاشر من ابريل 1932 في مدينة الاسكندرية (شمال) في عائلة مسيحية من اصول سورية لبنانية كانت تعتاش من تجارة الخشب.
اكتشف المسرح في مدرسة "فيكتوريا كولدج" في الاسكندرية التي كانت ارسلته اليها والدته في سن الحادية عشرة سعيا الى تخفيف وزنه وكان لها ما ارادت. ثم درس الرياضيات والفيزياء في جامعة القاهرة وعمل مع والده طوال خمسة اعوام. لقاؤه المخرج يوسف شاهين شكل منعطفا في حياته. واسند اليه العام 1954 احد الادوار الرئيسية في فيلم "صراع في الوادي" الى جانب النجمة المصرية فاتن حمامة. ولم يطل الامر حتى تزوج الممثل الشاب من النجمة بعدما شهر اسلامه وانجب منها ابنهما الوحيد طارق. ظهوره الاول في فيلم اجنبي كان العام 1956 بادارة المخرج الفرنسي ريشار بوتييه وتحديدا في شريط "البعثة اللبنانية". لكنه لم يحقق نصيبه من الشهرة العالمية الا في فيلم "لورنس العرب" (1962) بادارة المخرج ديفيد لين وقد نال عنه جائزة "غولدن غلوب" عن فئة افضل اداء ثانوي. ومذذاك استقر في الولاياتالمتحدة ووقع عقدا مع شركة كولومبيا. وفي هوليوود, قرر الانفصال عن زوجته لانه كان "محاطا بنساء جميلات ومقتنعا بانني ساقع يوما في غرام نجمة. لذا, لم ارد اذلالها او منعها من اعادة صنع حياتها". في العام ,1965 ادار المخرج البريطاني النجم المصري مجددا في "دكتور جيفاغو" وكوفىء هذه المرة بجائزة "غولدن غلوب" عن فئة افضل ممثل. جسد ايضا شخصيات جنكيزخان والقيصر نقولا الثاني والكابتن نيمو وظهر في "مايرلينغ" (1968) لتيرينس يونغ و"فاني غيرل" لوليام وايلر الى جانب باربرا سترايسند (1968) و"تشي" لريتشارد فلايشر (1969). يعترف بانه شارك في العديد من الافلام دون المستوى بسبب الظروف. وبعد فوزه بجائزة الاسد الذهبي في مهرجان البندقية العام 2003 عن مجمل مسيرته, فاز العام 2004 بجائزة سيزار افضل ممثل عن فيلم "السيد ابراهيم وازهار القران" لفرنسوا دوبيرون. ويؤدي فيه شخصية بائع عربي مسن تربطه صداقة بفتى يهودي. شخصيته السريعة الغضب دفعت به للمثول امام القضاء, وخصوصا في 2003 حين اعتدى بالضرب على شرطي في احد كازينوهات باريس, وفي 2007 حين اعتدى على مؤجر سيارات طالبه بان يدفع بالدولار بدل اليورو. عشق الشريف لعبة البريدج واتقنها ووضع كتابا عنها, وكان يملك مزرعة كبيرة لاحصنة السباق. ادمن ارتياد الكازينوهات هربا من "وحدته" كما يقول, لكنه صرح العام 2006 انه اعتزل اللعب "لئلا يقع فريسة هذا الشغف". لكن شغفه الاول والاخير ظل الشاشة الفضية. ويقول "كل ما اجنيه من مال اخسره. حين املك المال اراني مرغما على انفاقه لكن هذا الامر لا يزعجني". ولايفاء ديونه من البريدج, اضطر الى بيع الشقة الوحيدة التي امتلكها في باريس. ويضيف "انا الممثل الوحيد في العالم الغريب في كل مكان. احمل حقيبتي واقصد الفنادق" الفاخرة ك"ضيف". اقام خصوصا في فرنساوالولاياتالمتحدة وايطاليا. واجبره المرض على الابتعاد من الاستوديوهات العام 2012 بعد ظهور اخير في "صخرة القصبة" للمغربية ليلى مراكشي. في يناير ,2011 طالب الممثل المخضرم برحيل الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك مؤكدا في الوقت نفسه انه يخشى جماعة الاخوان المسلمين.