تحملوا عناء الأمطار والطريق الطويلة، بعضها سيرا على الأقدام وأخرى على متن سيارة، قبل أن يصلوا من جبل الحبيب (خمسون كيلومترا غرب تطوان) إلى بوابة ولاية تطوان، يحملون في أيديهم ملفا مثقلا بالشكايات التي وجهوها إلى المسؤولين، ويريدون تجديد إرسالها إليهم، وعلى رأسهم والي ولاية تطوان الذين رغبوا في لقائه، لكن الأمر مستحيل، وبالتالي اكتفوا بوضع شكايتهم تلك لدى مكتب الضبط. انتقلوا إلى أحد مكاتب البريد يحملون الشكايات ذاتها، ليراسلوا المصالح المركزية عبر رسائل مضمونة، خاصة منها وزارة الداخلية ذات الاختصاص. إمكانياتهم المادية محدودة، ورغم ذلك نابوا عن أفراد منطقتهم الموقعين في عرائض، لنقل معاناتهم وشكايتهم تلك. مطالبين برفع الظلم والغبن النازل عليهم في زمن «الديمقراطية والتطورات الكبرى»، من قبل عون سلطة برتبة شيخ، تحول إلى كابوس بمنطقتهم يؤرقهم في حياتهم اليومية ويهددهم في مستقبلهم. «كنا غادي نجيو مجموعين على رجلينا حتى للولاية باش نتشكاو، ولكن اختارنا هاد الطريقة أولا، بلحق إذا مسمعلناش غادي نظموا مسيرة من بعد الانتخابات»، يقول احد المشتكين في تصريح للجريدة. عدد من سكان جبل الحبيب بمداشرها المختلفة، لم يعودوا يتحملون تدخلات وإهانات الشيخ المذكور، بل منهم من يتخوف أن تتطور الأمور إلى ما لا يحمد عقباه، خاصة وأن المعني لا يحترم أحدا، يهينهم ويحتقرهم أمام أبنائهم وزوجاتهم، وقد يكون لهذا آثار سلبية في حال عدم ضبط النفس، كما يقول البعض. «يصفنا بالمرتزقة والبوليساريو والأوباش» يقول المشتكون في تصريحاتهم للجريدة، فهو لا يحترم أحدا لا كبيرا ولا صغيرا، بل إنه «مسنود ومدعوم» من طرف مسؤول سابق في السلطة، استفاد برفقته من أراضي الجماعة السلالية التي «قضوا» عليها كليا خلال توليه مهمة نائب لتلك الجماعة. بل إنه حاليا يقوم بالدعاية لأحد الأحزاب في هاته الحملة الانتخابية، ويهدد المواطنين في حال عدم التصويت لصالح ذاك الحزب. «عبد السلام.ش» الذي كان عون سلطة قبل أن يصبح موظفا بجماعة بني حرشان، ليعود بعد تقاعده ليعين شيخا بمنطقة الخروب التابعة لقيادة جبل الحبيب ضواحي تطوان. وأن يعود «شبحه المخيف» ليؤرق المواطنين الذين ينتظرون تدخلا عاجلا لوالي تطوان لوضع حد لتجاوزاته وخروقاته، حتى لا تتطور الأمور لما لا تحمد عقباه، خاصة في فترة الحراك هاته، إذ لن يتأخر أهالي المنطقة في التحرك صوب ولاية تطوان، في حال عدم التدخل لإنصافهم. عاد الرجال الثلاثة بعد أن وضعوا شكاياتهم حيث يريدون، بما فيها نسخة تتوفر الجريدة عليها، أملهم في حل المشكل ب«الطرق السلمية» فهم «يحبون وطنهم» ولا يريدون ما يخدش وجهه من تصرفات «رعنة» لبعض أعوان السلطة . مصطفى العباسي