نشبت اشتباكات بين مجموعة من سكان دوار «المنادلة» التابع جغرافيا إلى جماعة مولاي عبد الله أمغار بإقليم الجديدة، وأعضاء لجنة مختلطة تتكون من مسؤولي عدة مصالح محلية، على إثر حلول هذه الأخيرة يوم أول أمس الثلاثاء بالدوار ذاته من أجل هدم بعض الدُور السكنية على اعتبار أنها شيدت بشكل عشوائي، ما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص بالإضافة إلى دركي وأحد عناصر قوات التدخل السريع وعون سلطة، بجروح متفاوتة الخطورة حيث تم نقلهم إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس قصد تلقي العلاجات الضرورية، في الوقت الذي اعتقلت مصالح الدرك الملكي بسيدي بوزيد اثنين من ساكنة الدوار على خلفية هذه الأحداث... و فوجئ سكان دوار «المنادلة» بحلول اللجنة المتكونة من ممثلي السلطة المحلية والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية، مصحوبة ببعض عمال البناء «عطاشة» وجرافة من أجل هدم أزيد من 20 سكنا، ليحتشدوا في شكل وقفة احتجاجية سلمية حملوا خلالها الأعلام الوطنية ورفعوا شعارات منددة بهذا القرار، إلا أنه سرعان ما تطورت الأمور إلى اشتباكات و تراشق بالحجارة وتدخلات أمنية عنيفة في أعقاب «تدخل أحد مسؤولي السلطة بنوع من العنف (دفع) في حق إحدى نساء الدوار» حسب مصادر عاينت الحدث... وفيما ربطت المصادر ذاتها أسباب إقدام السلطات المعنية بالتدخل من أجل هدم مجموعة من البنايات العشوائية بدوار «المنادلة» بانتشار عملية البناء والإصلاح في أرجاء متعددة من ذات الدوار بتزامن وانطلاق الحملة الانتخابية للاستحقاقات التشريعية ليوم 25 نونبر الجاري، فإنها تتساءل في الوقت ذاته عن سر صمت الجهات نفسها عن ظاهرة البناء العشوائي التي غزت جميع أرجاء الدوار طيلة خمس سنوات الماضية، و هو الصمت الذي عزته إلى تواطؤ بعض المسؤولين لاعتبارات ترتبط بمنطق «الزبونية والمحسوبية» أو «العلاقات الخاصة» أو «الأتاوات» التي ظلت تتراوح بين 6 و 10 آلاف درهم... ويعد دوار «المنادلة» من أكبر التجمعات السكنية الواقعة بتراب جماعة مولاي عبد الله امغار، إذ يضم حوالي 700 وحدة سكنية جلها يدخل في إطار المباني العشوائية، و هو ما جعله –على امتداد عدة سنوات- محط اهتمام من لدن الوجوه الانتخابية التي تسعى إلى الوصول إلى كرسي المسؤولية سواء بجماعة مولاي عبد الله امغار أو بقبة البرلمان... وعلمت «الأحداث المغربية» أن عملية هدم المباني العشوائية بدوار «المنادلة» ستتواصل يوم أمس الأربعاء، بحضور تعزيزات أمنية مكثفة في أفق مواجهة كل أشكال الاحتجاج التي قد تصدر عن السكان «المتضررين» من قرار الهدم... الجديدة : عبدالفتاح زغادي