فاجأت الأميرة للاسلمى، إداريي ومسؤولي المستشفى الجامعي محمد السادس، حين اقتحمت عليهم بدون سابق إعلام، فضاءات المستشفى، زوال السبت المنصرم، وشرعت في تفقد أشغال ورش بناء( دار الحياة) كمشروع يهدف لإيواء أسر ومرضى داء السرطان التي توجد قيد الإنجاز. مدير وأطر المستشفى الذين تفاجؤوا بالزيارة المذكورة، شرعوا في لملمة أ نفسهم لاستقبال الأميرة، وملاقاتها داخل الورش، حين جاءت التعليمات صارمة بضرورة «البقاء في أماكانهم»، وعدم الانتقال إلى موقع الورش ،على اعتبار أن زيارة الأميرة، تأتي في سياق خاص، بعيدا عن البهرجة والاستعراض. تحركت الهواتف في اتجاه واحد، ووضع مختلف المسؤولون المحليون، أيديهم على قلوبهم، وهم يتتبعون عن بعد مجريات الزيارة، ولسان حالهم يردد « الله يخرج الطرح بخير والسلام». سيدة المغرب الأولى، التي ولجت فضاءات المستشفى، بتواضع كبير، ودون علامات دالة على هويتها، بالنظر لكون رفقتها كانت في حدود الضروري، تفقدت مجريات أشغال دار الإيواء، ووقفت في عين المكان على طبيعة الأشغال، مع الاستماع بكثير من الانتباه، لتصريحات بعض العمال والعاملين، لتغادر كما جاءت بشكل عاد جدا. مشروع دار الإيواء، تسهر على إنجازه جمعية للاسلمى لمحاربة داء السرطان، وتقوم بتمويله بنسبة 100 في المائة، حيث اختير لبنائه فضاء المستشفى الجامعي، مراعاة لظروف المرضى وأسرهم. اختيار جاء بعد تأسيس قسم أنكلوجيا ،لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية الضرورية لمرضى هذا المرض الفتاك، بعموم جهة مراكش والمناطق المتاخمة لها. القسم يعتبر أول وحدة طبية من نوعها بجنوب المغرب،على مستوى الطب الإشعاعي والنووي،تتوافد عليه يوميا ما يقارب 150 مريضا ومصابا،موزعين على مصلحة طب الأنكلوجيا (30مريضا)، مصلحة أمراض الدم(50 مريضا)، ومصلحة الأشعة ب(70 مريضا)، مع الاستعداد لافتتاح وحدة طبية جديدة متخصصة في العلاج الكيماوي. زيارة الأميرة للاسلمى، جاءت في سياق رغبتها بالوقوف شخصيا على مجريات أشغال إنجاز (دار الحياة)، كمؤسسة حاضنة لأسر مرضى السرطان، الذين يقطنون بعيدا عن المدينة، وبالتالي اعتبار المشروع كمقاربة اجتماعية،لتخفيف المعاناة والعبء على كاهل الأسر الفقيرة، التي تضطر لركوب رحلة السفر إلى المدينة، لعلاج المصابين من ذويها. وقد تركزت الزيارة،حول تفقد الأشغال، ومدى مسارة حدود الإنجاز للآجال المحددة للانتهاء منها،ودخولها حيز الخدمة، لتوفير شروط الراحة والتطبيب، حيث أعطت الأميرة تعليماتها للمقاول ببذل المزيد من الجهد لتسريع وتيرة العمل، ليكون المشروع جاهزا ومفتوحا في وجه المواطنين مع نهاية السنة الجارية ،وفق ما هون منصوص عليه بكناش التحملات. المشروع، جاء للتغطية على النقص الحاصل بعدد الأسرة بقسم أمراض السرطان بالمستشفى الجامعي محمد السادس، والذي لا يتجاوز حدود ال50 سريرا، بالنسبة للمرضى الذين يفدون على القسم من خارج المدينة، ومن مناطق نائية،ما جعل جمعية للاسلمى لمحاربة أمراض السرطان، تتدخل لسد الخصاص المذكور،عبر إنجاز مشروع دار الحياة، الذي من شأن دخوله حيز الخدمة، توسيع مساحة الإيواء، ومنح فرصة لعدد أكبر من المرضى، للاستفادة من الخدمات العلاجية، مع تخفيف العبء على أسر المرضى ،خاصة من الفئات الاجتماعية الفقيرة، التي تعاني الأمرين ،خلال رحلة العلاج من مرض فتاك.