فجأة تصل سيارات الدرك الرباعية الدفع بأضوائها الزرقاء اللامعة، ينزل منها دركيون من مختلف الرتب وينتشرون هنا وهناك، كلاب بوليسية مدربة، خرجت هائجة تبحث عن شيء محدد طلب منها. فيما بعض الفضوليين يتجمعون على مشارف مسرح الحدث، دون أن يعبؤوا لمحاولات إبعادهم عن المكان، حتى يتسنى لعناصر الدرك القيام ب"شغلهم" دونما إزعاج. حالة طوارئ فعلية تلك التي شهدتها المنطقة، وهي التي لا تبعد عن تطوان سوى ببضع كيلومترات في اتجاه طنجة، واستنفار لعناصر الدرك وفرقتها العلمية، بعد أن أشعروا بعثور بعض المواطنين بالمنطقة على مسدس، لم تتبين معلومات كافية بخصوصه، حيث لم يستطع من عثر عليه السكوت، فأخبر بعض زملائه، قبل أن يتصلوا بالدرك الذين حلوا بعين المكان، قبل أن يتبين أن المسدس ربما ليس حقيقيا. الشك في إمكانية كون المسدس ليس حقيقيا، لم يكن ليوقف التفتيش والتمشيط الذي قامت به عناصر الدرك للمنطقة المعنية، في بحثهم عن حجج وأدلة أخرى قد تكشف سبب تواجد المسدس الشبيه جدا بالمسدسات الحقيقية. حيث اعتقدت بعض المصادر المقربة، أن يكون قد استعمل من طرف بعض المشتبه فيهم، في عملية سرقة أو في انتحال صفة. إذ ركز الدركيون في بحثهم هناك، عن فرضية العثور على زي أمني مزور، قد يكون استعمل في بعض عمليات النصب التي تمت مؤخرا، وأن المسدس قد يكون جزء منها. وقد نقل المسدس إلى مصلحة الشرطة العلمية التابعة للدرك، لأخذ البصمات المرسومة عليه، ومقارنته مع بعض الشكايات الواردة التي تهم استعمال مسدسات او التهديد بمسدسات تمت في الآونة الأخيرة، حيث يمكن أن يساعدهم استخراج البصمات، عن كشف بعض خبايا قضايا التهديد بأسلحة نارية المسجلة لديهم أو لدى المصالح الأمنية الأخرى، والتي غالبا ما يتم استعمال مسدسات شبيهة جدا بالحقيقية، وغالبا ما يتم جلبها من مدينة سبتةالمحتلة، خاصة وأنه مسدس لا يشبه مسدسات اللعب التي تملأ الأسواق المغربية.