تواصل السفر عبر الإيقاعات الإفريقية، الذي انطلق قبل أسبوع على المنصة الإفريقية بورقراق في إطار النسخة 14 من مهرجان موازين إيقاعات العالم، الجمعة، بحفل جديد في إطار الاكتشاف وتلاقح الحضارات من خلال مزج ساحر بين الموسيقى المالية والمغربية من توقيع عزيز سحماوي وماماني كيتا. فبعد حفل "سفراء الموسيقى المالية"،(ساليف كيتا وشيخ تيديان سيك وأمادو)، الذين أبهجوا رواد موقع بورقراق، اكتشف الجمهور ممثلا آخر لهذه الموسيقى، هو ماماني كيتا التي ألهبت الساحة بانسجام رائع بين صوتها المتميز وصوت الفنان المغربي عزيز سحماوي ، المغني والعازف على العديد من الآلات الموسيقية والشغوف بموسيقى كناوة. ويجمع الشغف ذاته وهاجس تطوير الموسيقى التقليدية بين الفنانين، المقيمين بفرنسا والمتأثرين بمصادر موسيقية متعددة تتمثل في الإيقاعات الإفريقية التقليدية والإيقاعات الغربية (جاز، روك…إلخ). وفي حديث مع الفنانين، قال عزيز سحماوي "أعرف ماماني كيتا منذ مدة طويلة، ولكن لم يحدث قط أن تقاسمنا الفضاء ذاته كما وقع الآن"، مضيفا أن ما يقربه أكثر من الفنانة المالية هو حبه الشديد لموسيقاها ونقاط التشابه مع موسيقاه. وأضاف الفنان المغربي قائلا "عندما تستمع إلى ماماني كيتا، تسافر لأن الأمر يتعلق بتواضع شديد ولكن مع وجود قوة في الصوت. إنه خطاب أفهمه جيدا ويلائمني تماما". وفي تصريح مماثل، استحضرت ماماني كيتا ، من جانبها، لقاءها الأول مع عزيز سحماوي، بمناسبة برنامج تم بثه في التلفزة الفرنسية سنة 2009، وحصل تجاوب كبير بينهما منذ ذلك الحين. وقالت الفنانة المالية، التي سبق أن شاطرت نظيرها المغربي إحدى المنصات قبل حفل موازين، "كنت أعرف عزيز سحماوي بالإسم، ولكن المرة الأولى التي التقينا فيها كانت خلال ليلة رمضان على أمواج قناة فرانس 2 ". وفي ما يتعلق بموسيقاها الخاصة، قالت ماماني كيتا، التي تقيم خامس حفل لها بالمغرب، إنها مزيج بين الموسيقى التقليدية المالية والموسيقى الغربية، مع حضور هاجس أدائها بطريقتها "كي تصبح موسيقى بلا حدود". وأوضحت أنه "يمكن للمرء أن يجد في هذه الموسيقى كل الإيقاعات من روك وجاز وتقليدي"، معربة عن اعتقادها أن موسيقاها "تتلاءم تماما مع موسيقى عزيز سحماوي"، و عن سعادتها بالعمل إلى جانب هذا "الفنان الكبير". وأضافت الفنانة المالية أن الروك والجاز يحضران في ريبرتوار عزيز سحماوي أيضا، وهو أمر طبيعي جدا، "لأنه كان لنا حظ الاشتغال مع موسيقيين، وأساتذة كبار، ينتمون إلى هذه المدارس". وقال عزيز سحماوي، المعروف بإبداعه "جامعة كناوة" التي يقترح فيها مزجا بين الموسيقى التقليدية لكناوة في جنوب المغرب الكبير وإيقاعات الموسيقات التقليدية السينغالية، "لقد تأثرنا بروعة عمل هؤلاء الأساتذة، وجاء الأمر بشكل تلقائي، إذ لم يكن لنا خيار في ذلك". وهناك نقاط متعددة تسهل حدوث تبادل في حفل سحماوي المشترك مع كيتا، التي تغني بالمالية والبامبارا والوولوف والفرنسية، بين ثقافتيهما في تعددهما اللسني. ويوضح سحماوي قائلا "بالنسبة لها، يتعلق الأمر بمالي، وبالنسبة لي يتعلق الأمر بالمغرب. إنها العربية والأمازيغية، لغتنا وثقافتنا التي ندافع عنها، ويحدث تمازج رائع بيننا". وأكد أنه في هذا المزج هناك أيضا عمل لاستثمار الفضاء "إنها هذه القدرة على التسلل لاستثمار فضاء الآخر دون الإخلال به، وهو ما تفعله كيتا بشكل جيد، وهناك أيضا الارتجال، وهو أمر خاص بنا نحن الأفارقة". وخلص الفنان المغربي إلى القول "هذا الخيال هو الذي يتعين تنميته، فنحن نستلهم من الآخر، وهو أمر رائع أن يكون هناك هذا التبادل وهذا الحب. وهذا هو ما يربط بيننا في نهاية الأمر". يشار إلى أن عزيز سحماوي، الذي يشتغل ضمن الأوركسترا الوطنية لباربيس (فرنسا) وإلى جانب "ذو زاوينول سانديكايت"، لم يتوقف قط عن تثمين الموسيقى المغاربية التقليدية مع مواصلة الإنصات للتيارات الحديثة في مجالي الجاز والمزج الفني. أما ماماني كيتا فهي تغني أساسا بلغة البامبارا، مع السعي لتطعيم الموسيقى المالية بإيقاعات متعددة (الإلكترو والجاز… إلخ). وقد برزت ماماني كيتا باكرا على الساحة الموسيقية، باندماجها في أوركسترا باماكو، ثم الأوركسترا الوطنية لمالي. وحلت بفرنسا في التسعينيات لتشتغل في الكورال إلى جانب ساليف كيتا والشيخ تيديان سيك وهانك جونز. شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * شارك على فيس بوك (فتح في نافذة جديدة) * اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)