طفرة تكنولوجية في السياسة. ذلك ما لا تخطئه عين الملاحظ عند رصد أداء الجيل الجديد من السياسيين. فهو جيل لم يكن ليفوت ما توفره التكنولجيات الحديثة من مرونة في التواصل مع العموم، لكي يبادر إلى فتح حسابات بمختلف جزر التواصل الجماعي، المنتشرة بمحيط «الأنترنت» في محاولة للتعريف بالمنظمات السياسية المنتمون إليها، لكن أيضا، قبل ذلك وبعده، للترويج لأنفسهم خلال الحملة الانتخابية. خلال الحملة الانتخابية الحالية ذهب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية أكثر من الجميع ذلك عندما أطلق قناة تلفزيونية على «اليوتوب». محطة تفاعلية، يستعرض من خلالها بالصوت والصورة التعريف بالحزب ومواقفه وكذلك تتبع مبادرات وأنشطة مناضيليه. نفس المنحى، اهتدى إليه، بمناسبة الحملة الانتخابية، حليفه بالكتلة الديمقراطية، حزب الاستقلال الذي بادر بدوره إلى إطلاق موقع تفاعلي على الشبكة العنكبوتية، أراده منبرا يترصد بشكل يومي لتحركات وأنشطة مرشحي ووكلاء لوائحه وكذلك للتظاهرات والتجمعات الخطابية خلال الحملة الانتخابية الراهنة. بالنسبة لحزب العدالة والتنمية، فإنه يراهن كثيرا على موقعه الإلكتروني للتفاعل مع الناخبين خلال الحملة الانتخابية. مرد ذلك يعود إلى أن الحزب استثمر كثيرا من الجهد في الرقي بموقعه الرسمي على الشبكة العنكبوتية، حيث تعامل بحرفية كبيرة من أجل استقطاب أكبر عدد من المبحرين المخلصين للموقع وهاهو يسعى اليوم لقطف ثمار ذلك من خلال استقطابهم كذلك للتصويت على مرشحي الحزب. أما رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار صلاح الدين مزوار، فقد اختار منذ مدة التفاعل المباشر، من خلال الرد على الأسئلة المتنوعة لرواد الشبكة العنكبوتية بالصوت والصورة على « اليوتوب». سياسيون آخرون من أمثال نبيل بنعبد الله الأمين العام للتقدم والاشتراكية، كذلك الوزراء أحمد رضا الشامي، جمال أغماني، منصف بلخياط وغيرهم، بالإضافة إلى عمدة فاس حميد شباط، استبقوا إلى فتح حسابات على الفايسبوك والتويتر، منذ مدة لاستعراض أنشطتهم وكذلك للتواصل مع الجمهور الواسع، فيما يتوقع أن ترتفع وتيرة جلوسهم أمام حواسيبهم خلال الحملة الانتخابية الراهنة من أجل الترويج لأنفسهم. في نفس السياق، لابد من الإشارة إلى ما قامت به الأحزاب السياسية، منذ سنوات عندما بادرت بإحداث مواقع إلكترونية خاصة بها من أجل التفاعل والتواصل عن قرب مع عموم المواطنين، لكن ما يؤاخذ على هذه الصفحات الإلكترونية هو افتقادها للمواكبة اليومية، مما أفقدها الجدة، حيث إن مواقع إلكترونية لأحزاب سياسية لم يتم تحيينها منذ شهور، فيما اكتفت أخرى بتحيين جزئي تتخلله إشارات للاجتماعات والأنشطة المهمة لأحد أجهزة الحزب.