هي سبعة عشر مليونا من السنتيمات لاغير تلك التي ستوقف منصف بلخياط وزير الشباب والرياضة المغربي أمام العدالة المغربية. كيف ذلك؟ وما هي حكاية هذه المائة وسبعين ألف درهما التي عجزمنصف عن أدائهارغم أن الرجل معروف بولعه بصرف مبالغ أكبر بكثير، بل ومعروف أنه أعطى البطل العالمي السابق هشام الكروج مبلغ مائتي مليون سنتيم لملتقاه في طنجة دون أي إشكال؟ ابتدأت الحكاية مع تهييء تظاهرة نجوم بلادي لدورتها للسنة الماضية. اتصلت جهات من وزارة الشباب والرياضة بمدير التظاهرة التي يشرف عى تنظيمها عدد كبير من المنابر الإعلامية الوطنية، واقترحت «نوعا من الشراكة» مع المؤسسة التي تنظم المسابقة التلفزيونية الشهيرة. وافقت مؤسسة نجوم بلادي على طلب وزارة الشباب والرياضية وانتظرت من الوزارة مدها بما يمكن أن تعين به هذه التظاهرة، وهو ماتم من خلال اتصال مدير ديوان الوزير بالمؤسسة وإبلاغها أن الوزير كلفه شخصيا بمتابعة الملف الخاص بهذا التعاون الجديد بين نجوم بلادي وبين وزارة الشباب والرياضة. اتصل مسؤولو التظاهرة بالوزير لكي يتأكدوا من هذا الكلام وأتاهم التأكيد الشخصي من لدنه على أن الوزاة متشبثة بدعم التظاهرة، وتم الاتفاق على مجموع مصاريف ستتكفل بها وزارة الشباب والرياضة التي أصرت على وضع اسمها في كل لوغوهات وأفيشات السهرة التي تنظمها مؤسسة نجوم بلادي. بلغت قيمة المصاريف التي تعهد منصف بلخياط بتكفل الوزارة بها 170 ألف درهم أي 17 مليون سنتيم، تم الاتفاق على أدائها في وقت لاحق، وهو مادفع مدير تظاهرة نجوم بلادي أحمد بوعروة إلى تقديم شيك خاص باسمه إلى أصحاب القاعة التي احتضنت الحفل، بالإضافة إلى القيام بنفس الأمر مع الفنانين المشاركين ومع كل الترتيبات الخاصة بهذ الحفل السنوي الذي ترعاه عادة الشركة الوطنيةللإذاعة والتلفزة. مرت على هذا الالتزام إلى اليوم سبعة أشهر، واستمر منصف بلخياط يماطل في أداء مابذمة وزارته لمؤسسة نجوم بلادي وكل مرة تحت مبررجديد، ولم تنفع كل الاتصالات التي قامت بها مؤسسة نجوم بلادي مع الوزير شخصيا ومع ديوانه بكافة طواقمه وبالمسؤولين عن الحزب الذي ينتمي إليه في حل هذا الإشكال، وهو الأمر الذي تفاقم بعد أن اضطر مدير التظاهرة إلى أداء المبلغ من ماله الخاص، وهو الشيء الذي جعله يذعن في النهاية إلى رأي أغلبية أعضاء مؤسسة نجوم بلادي بالذهاب إلى القضاء لمواجهة منصف بلخياط ومطالبته بأداء ما التزمت الوزارة بالتكفل به في ليلة كان مرتقبا لها أن تكون مناسبة لتعاون كبير بين الصحافة وبين الوزارة، قبل أن تصبح سببا آخر من أسباب نفور معلن وحرب مستمرة بين وزير يعشق الكثير من الكلام لكنه لا يفعل إلا قليلا، وبين مهنة نظر إلى كل مايفعله بعين مرتابة خاصة بعد أن تراجع عن التزامه في أكثر من مناسبة.