«أنا سعيد بعودتي للمغرب والإشراف على تنظيم دورة أخرى من ملتقى مولاي الحسن لألعاب القوى بطنجة، لكن في نفس الوقت أنا حزين لحالات الإقصاء والإبعاد التي أعامل بها». عبارات خاطب بها هشام الكروج مجموع الصحفيين الذين حضروا اللقاء الإعلامي الذي عقده مساء الاثنين بمدينة الدارالبيضاء بهدف تقديم دورة هذه السنة من ملتقى طنجة، بحضور وزير الشبيبة والرياضة الذي لم يترك الفرصة تمر دون تمرير أفكاره وتطوراته ومختلف ردوده حول ما يجري على الساحة الرياضية، انطلاقا من الإدارات التقنية للجامعات الرياضية ومرورا بحصيلة دايغو، دون أن يغفل قضية السيارة الخاصة التي تتحدث الصحافة عن أداء الوزارة مبلغ 10.000 درهما في اليوم مقابل كرائها لفائدة السيد الوزير، مؤكدا أنه قدم من الرباط على متن سيارته الخاصة. وقال الكروج أن سبب تأجيل الملتقى من 18 يوليوز إلى 18 شتنبر يعود إلى غياب الموارد المالية الكافية، وقد تم التغلب على هذا المشكل بفضل تدخل الوزارة التي قدمت مبلغ 250 مليون سنتيم، مع العلم أن ملتقى محمد السادس الذي تشرف على تنظيمه الجامعة يحصل على ضعف المبلغ. أصبح الملتقى يحظى بدعم مهم من طرف مجموعة من المستشهرين الجدد، بينما غاب بعض الداعمين الذين واكبوا هذه التظاهرة منذ بديتها كمؤسسة « كيا موتورز» الكورية، الذي يبدو أنها تركت مكانها لفائدة « رونو « الفرنسية، هذه الأخيرة التي تشيد مصنعا ضخما بضواحي مدينة طنجة. لم يفت الكروج الحديث عن علاقة الملتقى بالجامعة، حيث أكد أن التظاهرة تعقد تحت إشراف الجامعة، لكنها لا تساهم ولو بدرهم واحد في التمويل كما أن مستشهريها الرسميين (اتصالات المغرب وسيدي علي ) غير مرحب بهم داخل فضاء ملعب طنجة الجديد، ما لم يؤدوا المقابل المالي على غرار باقي الداعمين، وبدون أدنى شك فإن المتتبعين على الصعيد الوطني يعرفون جيدا حالة التوتر التي تطبع العلاقة بين هشام الكروج مدير ملتقى طنجة وعبد السلام أحيزون رئيس جامعة ألعاب القوى والتي تعود ذيولها إلى سنوات خلت، لكنها برزت بجلاء مباشرة بعدما أصبح باطورن « اتصالات المغرب « على رأس جامعة أم الرياضات، لتبدأ تصفية الحساب بينهما إذ لم ينس أحيزون أن الكروج هو الذي سعى إلى إدخال المنافس الأول « ميدتيل « إلى رياضة العاب القوى عبر عقود استشهار مع أبرز العدائين، وهو ما هدد بإلغاء العقد مع المستشهر الرئيسي للجامعة، والذي يدر على خزينتها مبالغ مهمة، وكان الحل بالنسبة للرئيس بعدما أصبح صاحب القرار هو إبعاده بأية طريقة عن ما يدور داخل الجامعة، ومن تم عدم السماح بموطئ قدم للمنافس التجاري داخل فضاء العاب القوى الوطنية. والواقع، أن الحسرة التي تحدث عنها الكروج لا تعود فقط إلى شعوره بالإبعاد وطنيا على الصعيد الوطني، فحتى على الصعيد الدولي يجد نفسه غير قادر على تمثيل المغرب داخل الأجهزة الدولية، وحسب المعلومات المتوفرة، فانه كان يرغب في الترشح باسم المغرب خلال مؤتمر الاتحاد الدولي لألعاب القوى المنعقد أخيرا بدايغو على هامش بطولة العالم الأخيرة، وهي الرغبة التي لم تتحقق، مما جعله يفضل الغياب عن أعراس دايغو، رغم الدعوة الرسمية التي كانت موجهة له من طرف لامين دياك، وقد لاحظ الجميع خلال اللقاء الإعلامي مساء يوم الاثنين ردة فعله الغاضبة عندما وصف المقاييس المعتمدة من طرف الاتحاد الدولي بخصوص الملتقيات بغير الديمقراطية. الكروح المبعد وطنيا والمحبط دوليا، يسعى لاستعادة المبادرة من موقع آخر قد يظهر فيه حنكته وإيجابية علاقاته الواسعة كبطل كبير وكإطار يسعى للتحصيل العلمي عبر المدارس العليا بالولايات المتحدةالأمريكية، وعلى الصعيد الوطني فهو مسؤول بمؤسسة محمد السادس للأبطال الرياضيين، لكنه فوجئ باستحواذ منصف بلخياط على منصب الرئاسة، بعدما كان الأقرب لذلك، ويحظى بإجماع كل الرياضيين. ملتقى مدينة طنجة الذي تحول منذ سنتين إلى ملتقى مولاي الحسن، فرصة يسعى من خلالها الكروج إلى تأكيد ارتباطه الدائم بالمغرب رغم استقراره بأمريكا، ورغم قلة الموارد المالية، فإنه يستثمر علاقاته الواسعة مع أوساط ألعاب القوى الدولية، لضمان حضور أسماء وازنة تؤثث الفضاء الجميل لملعب طنجة الجديد. المؤكد أن العاب القوى المغربية في حاجة إلى مثل هذه المبادرات الحية والأكثر من ذلك في حاجة إلى كل أبنائها، خصوصا الذين شرفوها في كل المحافل الدولية، فلا أحد قادر على قبول عدم وجود أسماء كبيرة تتحمل مسؤوليات داخل الأجهزة المشرفة على الرياضة الوطنية وبصفة خاصة العاب القوى كسعيد عويطة، نوال المتوكل، نزهة بيدوان، هشام الكروج واللائحة طويلة من المبعدين وغير المرغوب فيهم...