إبن المهنة، أو الحرايفي الذي يعرف مايفعل. هكذا يصفه متتبعو العمل الحساس والدقيق للمخابرات الذي كان على رأسه إلى حدود يوم الجمعة الذي سيعين فيه مديرا عاما للأمن الوطني مع احتفاظه بمنصبه على رأس جهاز المخابرات. عبد اللطيف الحموشي. إسمه لمع في السنوات الأخيرة مع تراكم نجاحات أمنية مغربية كثيرة مكنت البلد من تفادي الوقوع في كوارث حقيقية لولا العين اليقظة لعناصر مديرية التراب الوطني ورئيسها في المقدمة. في لحظة من اللحظات أضحى عاديا أن يربط المغاربة بين كل نجاح أمني جديد وبين مديرية مراقبة التراب الوطني، لذلك تلقى الناس في البلد اليوم خبر تعيين جلالة الملك للحموشي في مجلس وزاري مديرا عاما للأمن الوطني بنوع من التوقع، فيما اعتبر متتبعون أن هذا التعيين من شأنه أن يضبط الإيقاع الأمني المغربي على مؤشر واحد هو المهنية أو مايسميه المغاربة بدارجهم "تاحرايفيت". ويشرح متتبعون للعمل الأمني الأمر بكون هذا التعيين سيمكن من إقامة توازن ضروري بين حماية التراب الوطني من التهديدات الإرهابية، وتوجيه ضربات استباقية للجريمة المنظمة الكبرى وبين تحقيق مفهوم أمن القرب الذي يهم المواطن المغربي والذي يريد أن يعيش أمنه اليوم في سلام دون خوف من الجرائم الصغرى أو التي توصف بالصغرى والتي تعني للناس الشيء الكثير في حياتهم اليومية. الحموشي على رأس الأمن الوطني مع احتفاظه بمنصبه على رأس المخابرات الذي نجح فيه بامتياز: اعتراف فعلي بمديرية مراقبة التراب الوطني ينضاف إلى اعترافات عدة أتتها من دول أمريكا وإسبانيا وفرنسا، ومكنتها من أن تقدم نموذجا مغربيا صميما للحفاظ على الأمن، بل والنبوغ فيه حد جعل هذا الخبر الذي حمله المجلس الوزاري الجمعة للمتتبعين خبرا متوقعا وعاديا وإن لم يكن في الحقيقة كذلك على الإطلاق