شهد يوم الخميس، عرض اثنين من أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي في يومه الأول، وذلك في إطار المنافسة على السعفة الذهبية بين 19 فيلما من جميع أنحاء العالم . وافتتحت، مساء الأربعاء، فعاليات الدورة ال 68 لمهرجان كان السينمائي الدولي، حيث شهدت القرية الواقعة في الجنوب الفرنسي، حضورا عالميا لعشاق الفن السابع وصناعه في العالم. فيلما اليوم الأول، هما "حكاية الحكايات" (The Tale of Tales) للإيطالي "ماثيو غاروني" الذي اقتحم بفلمه عالم الأسطورة الأوروبية، أما الثاني فهو " أختنا الصغيرة " (Our Little Sister) للياباني هيروكازي كوري – ايدا، والذي تناول فيه قيم العائلة اليابانية وتحولاتها المعاصرة. واستلهم الإيطالي "غاروني" فيلمه من كتاب "الحكايات الخرافية" للإيطالي "غيامباتستا بازيلي" الذي كتبه أوائل القرن السابع عشر، وهو عبارة عن قصص ركز فيها على الغرائب والعجائب التي ستسود في ما بعد، قبل أن يظهر بالفعل عالم "الخيال العلمي". ويعد فيلم "حكاية الحكايات" الفيلم الأول الناطق بالإنكليزية للمخرج الإيطالي، وإن كان الإنتاج قد تم في إيطاليا وفي مواقع حقيقية بمدن وبلدات عدة، مثل روما وميلانو ونابولي وصقلية وفلورنسا وغيرها، وهو ما يضفي على الفيلم مصداقية كبيرة. ويروي الفيلم قصة 3 ممالك متجاورة بقصورها السحرية، حيث يحكم الملوك والملكات والأمراء والأميرات، ويستعرض نماذج منهم، وهم ملك نزق يهوى الجنس وينساق إلى نزواته، وآخر يشغف بحيوان غريب، وملكة لا تبتسم، وهي مهووسة بإنجاب طفل، وأيضا أميرة تتزوج غولا. وتلعب الممثلة العالمية "سلمى حايك" دور البطولة في الفيلم، حيث تتقمص دور ملكة عبوس وحزينة، هوسها الوحيد هو أن تنجب طفلا، وينصحها أحد المشعوذين بأكل قلب تنين بعد أن تطبخه عذراء، فتطهو إحدى الخادمات الوجبة السحرية وتحبل بدورها فتضع المرأة توأماً. وسبق ل "غاروني" أن فاز مرتين بالجائزة الكبرى لمهرجان كان، الأولى عام 2008 عن فيلم "غومورا" وهو أحد أهم الأفلام حول المافيا الإيطالية في تاريخ السينما، والثانية عام 2012 عن فيلم "واقع" الذي يدور حول حياة بائع سمك في نابولي يحلم بالمشاركة في برنامج تلفزيوني . ويواصل المخرج الياباني "هيروكازو كوري – ايدا" استكشافه المرهف لتعقيدات العائلة، باعتبارها الخلية الأولي للبناء المجتمعي، ويقدم بورتريه لثلاث نساء يكتشفن وجود أخت غير شقيقة لهن. وتشكل العائلة مصدر إلهام رئيسي لسينما المؤلف في اليابان، والتي ينتمي إليها المخرج منذ قرابة عقدين من الزمن، كما تشكل أيضا مصدر تفكير متميز. ولم يتوقف هيروكازو كوري-إيدا منذ خطواته الأولى في السينما عن محاولة الكشف عن أسرار نظام العائلة وكيفية تأثيره وتأثره بالمجتمع المحيط، وقد فعل ذلك بشكل أقرب الى التوثيق وخاصة في تلك الأجزاء النتعلقة بالعلاقة بين الأجيال. ويروي الفيلم قصة "ساشي" و "يوشين" و"شيكا" ، وهن ثلاث شقيقات يكتشفن خلال مأتم أبيهن وجود "سوزي" الأخت غير الشقيقة وهي في ال13 من العمر، ويقررن استقبالها في منزلهن. يذكر أن مهرجان كان السينمائي هو أحد أهم المهرجانات السينمائية في العالم و يعود تأسيسه إلى سنة 1946 ويقام سنويا في ماي بمدينة كان بجنوب فرنسا. وتشمل برامج المهرجان نحو 52 فيلما بينها 19 فيلما داخل المسابقة الرسمية وقسم "نظرة ما" الرسميين بينما تعرض باقي الأفلام في البرامج المختلفة الأخرى. ويشهد المهرجان بيع و شراء وتبادل نحو 900 فيلم في السوق الدولية التي تقام على هامش المهرجان وتعتبر أكبر سوق للفيلم في العالم. ويوزع المهرجان عدة جوائز، أهمها جائزة السعفة الذهبية لأفضل فيلم.