يفرش السجاد الأحمر في مدينة كان جنوبفرنسا يوم 13 ماي ليعلن انطلاق الدورة ال 68 لمهرجان كان السينمائي الدولي الذي يتواصل إلى يوم 23 من الشهر ذاته. وكانت إدارة المهرجان قد أعلنت عن اختيار 20 فيلما من مجموع 1854 شاهدتها ثلاث لجان، لتتنافس في المسابقة الرسمية بالمهرجان، وأعلن في مؤتمر صحفي عن إضافة 16 فيلما آخر. وسيتم الإعلان عن القائمة النهائية للأفلام المتنافسة بالمهرجان قبيل الإفتتاح. وسيشهد افتتاح المهرجان هذا العام عرض الفيلم الفرنسي "La Tête Haute" للمخرجة ايمانويل بيركوت، من بطولة كاثرين دينيف. وهذه هي المرة الأولى التي ينطلق فيها المهرجان بفيلم لمخرجة منذ عام 1987 عندما افتتح المهرجان بفيلم للمخرجة دايان كاريز. وهذه أيضا هي المرة الأولى التي يفتتح فيها المهرجان بفيلم فرنسي منذ عام 2005. ويدور الفيلم حول حياة شاب جانح منذ الطفولة إلى عمر الشباب، وتحاول إحدى قضاة محاكم الأطفال إنقاذه. وسيكون الفيلم من بين ال20 فيلما التي دخلت قائمة أفلام المسابقة. وتنفرد الدورة ال 68 لمهرجان كان السينمائي بترأس شخصين لجنة التحكيم لأول مرة في تاريخ المهرجان. فقد قبل الشقيقان كوين دعوة رئيس المهرجان، بيير لوكور والمندوب العام تييري فريمو ليصبحا رئيسي الدورة ال 68 للمهرجان. وصرح المخرجان الشقيقان الأمريكيان جويل وإيثان كوين، اللذان شاركا بعدة أعمال أثرت المهرجان في دوراته السابقة، والحاصلان على السعفة الذهبية عام 1991، "نحن سعداء بالعودة إلى كان... نحن سعداء بالفرصة التي أتيحت لنا لمشاهدة أفلام من كل أنحاء العالم... وأن نرأس لجنة تحكيم مهرجان كان هذه السنة فهو شرف أكبر، سيما أننا لم نرأس أي شيء من قبل". وترأست الممثلة والمخرجة الأمريكية-الإيطالية إيزابيلا روسوليني لجنة تحكيم مسابقة "Un Certain Regard" (نظرة ما) بمهرجان كان السينمائى الدولي. ونظرا للنجاح الذي حصده فيلم "تمبكتو" عام 2014 خلال المنافسة في مهرجان كان فقد ارتأت إدارة المهرجان أن يعود المخرج والمنتج الموريتاني"عبد الرحمن سيساكو" ليترأس لجنة تحكيم سينيفونداسيون والأفلام القصيرة. وارتأت الدورة ال 68 لمهرجان كان تكريم الممثلة السويدية إنغريد بيريمان لإحياء الذكرى المئوية لميلادها، من خلال ملصق هذه السنة، وكانت بيريمان ترأست لجنة تحكيم المهرجان عام 1973. وتعتبر بيريمان امرأة متحررة ومقدامة ورمزا للواقعية الجديدة، وتألقت من خلال عدة أعمال مثل "Cary Grant" و"Humphrey Bogart" و"Gregory Peck"، وقد اشتهرت بجمالها الأخاذ ووجهها السمح المتطلع نحو الأفق. أفلام المسابقة: قامت إدارة مهرجان كان بالإعلان عن 90 % من قائمة الأفلام التي ستتألف منها المسابقة، والتي أشار بعض النقاد إلى أنها أفلام تربط بين المخاطرة وقلة البحث عن أفلام جيدة. وقد تم انتقاء 44 فيلما ستعرض في مختلف أقسام المهرجان الشهير. وتشارك فرنسا في الدورة ال 68 للمهرجان بأربعة أفلام ستتنافس على السعفة الذهبية، هي فيلم "ديبان"، للمخرج جاك أوديار، الذي يتطرق لاختلاف وصدام الثقافات، وفيلم "قانون السوق" للمخرج ستيفان بريزيه،وهو لوحة اجتماعية عن المعاناة في الوسط المهني، وفيلم "مارغريت وجوليان"للمخرجة فاليري دونزيلي الذي يتحدث عن قصة حب بين أخ وأخته، وفيلم "ملكي" للمخرجة مايوين، وتدور أحداثه حول قصة حب عاصفة بين بطلي الفيلم. ويسجل العرب حضورا في المهرجان بفيلمين قصيرين في المسابقة الرسمية، الأول فيلم صور متحركة بعنوان "موج 98" للمخرج اللبناني إيلي داغر، كتابة وإخراجا، مدته 14 دقيقة، وهو فيلم من انتاج قطري لبناني يروي قصة طالب في المدرسة يدعى عمر ويعيش في الضاحية الشمالية لبيروت ويعاني في محيطه الإجتماعي. وذات غروب على شرفة مطلّة على المدينة، يلاحظ عمر شيئاً غريباً، شيئاً يشبه حيوانا ضخماً ذهبي اللون، يظهر من بين الأبنية، فيجذبه ويرشده لاكتشاف جزء مميز من المدينة. أما الفيلم العربي الثاني فيحمل عنوان "السلام عليك يا مريم" للفلسطيني باسل خليل، وهو من أب فلسطيني وأم إنجليزية، ويتطرق الفيلم إلى الاضطراب الذي يدخل حياة خمس راهبات بعد وصول عائلة مستوطنين إسرائيليين إلى ديرهن في صحراء الضفة الغربية. بينما قد تتأجل مشاركة التونسي عبد اللطيف كشيش، بسبب عدم الانتهاء من تصوير فيلمه "الجرح الحقيقي". ورغم السيطرة الفرنسية على المسابقة الرسمية، يسجل المهرجان حضورا قويا للأفلام الأوروبية والأمريكية والآسيوية. وتشارك إيطاليا بثلاث أفلام أحدها من اخراج ناني موريتي الذي سبق وأن نال سعفة ذهبية عام 2001 عن "غرفة الابن"، ويشارك في هذه الدورة بفيلم "أمي" إذ يؤدي فيه المخرج دور البطولة بشخصية المخرج الذي عليه أن يحل إشكالات شخصية معقدة قبل مواصلة تصوير مشروعه الجديد. ويشارك المخرج الإيطالي ماتيو غارون بفيلم "حكاية الحكايات"، المقتبس من كتاب إيطالي شهير من القرن السادس عشر، يروي قصة للخيال والخرافة في عالم الإنس والجن والحيوان في وسط الأمراء والملوك. أما الفيلم الإيطالي الثالث فهو للمخرج باولو سورينتو، وهو من رواد كان المنتظمين، ويشارك هذا العام بفيلم "الشباب"، الذي يعالج مسألة الوقت والإبداع من خلال عطلة يقضيها صديقان (مخرج وموسيقي) في الثمانين من العمر. ويتعزز الحضور الأوروبي أيضا بمشاركة المخرج المجري لازلو نماس بأول فيلم طويل يخرجه ويحمل عنوان "ابن ساول" الذي يقوم فيه البطل بحرق اليهود أحياء في الأفران، ليجد نفسه ذات يوم أمام صبي صغير في عداد الضحايا المطلوب منه دفعهم إلى المحرقة. ويعود المخرج هاو سياو سيين من تايوان ، لأول مرة منذ عام 2007، إلى مسابقة المهرجان بفيلم "السفاح" من أفلام الحركة وهذه هي المرة السابعة التي يشترك فيها المخرج المذكور في عروض المهرجان. وتسجل الصين حضورا بفيلم "الجبال قد ترحل" ، بمساهمة فرنسية ويابانية، للمخرج جيا زانغكي، وتمر أحداث الفيلم بثلاث مراحل، الأولى تبدأ في التسعينات، الثانية في زمننا الحاضر، والثالثة تسافر إلى المستقبل عام 2025. أما اليونان فتسجل حضورها بفيلم "أران" للمخرج يورغوس لانتيموس، وهو فيلم من إنتاج مشترك بين بريطانيا وآيرلندا وهولندا واليونان وفرنسا. وتدورأحداث الفيلم في المستقبل القريب عندما يصبح لزاما على كل رجل أعزب البحث عن زوجة في 45 يوما، وإلا انتهى الجنسان للأبد ويدخل فيلم "أعلى من أصوات القنابل" للمخرج النرويجي يواكيم تراير قائمة أفلام المسابقة الرسمية، وتدور أحداثه حول مصورة صحافية تموت في حادثة سيارة، وبعد ثلاث سنوات يتم الكشف عن أسرار لها علاقة بموتها. وتحضر اليابان بفيلم "شقيقتنا الصغيرة" للمخرج هيروكازو كوري إيدا، الذي يعرض حكاية عن مغامرات تشويقية لشقيقات يعشن في المدينة الكبيرة بحسناتها وسيئاتها. أما بريطانيا فتشارك بفيلم وحيد هو فيلم "ماكبث" المقتبس عن تراجيديا ويليام شكسبير ومن اخراج الإسكتلندي جوستن كورزل، بتمويل بريطاني فرنسي أميركي. وتشارك كندا بفيلم "سيكاريو"، للمخرج دوني فيلنوف. أما السينما الأمريكية فتشارك في المسابقة الرسمية بثلاثة أفلام هي "كارول" لتود هايمز المقتبس عن رواية للكاتبة الراحلة باتريشا هايسميث، و"بحر الدموع" لجس فان سانت، والفيلم الثالث هو "سيكاريو" للمخرج الكندي دينيس فيفييف، في تطابق تام مع التوقعات السابقة. هذا وتم اختيار 14 فيلما لمسابقة "نظرة خاصة" الموازية للمسابقة الرسمية،و4 أفلام خارج المسابقة و 6 أفلام بقسم العروض الخاصة.