احتفت مدينة "تزناخت" جنوبي المغرب، الثلاثاء، بزرابي الرُحْلْ (سجاد)، من خلال مهرجان يهتم بالمنتج الذي يعد موروثا ثقافيا ومورد رزق لأهالي المدينة. المهرجان يقيم عرسا لزربية المنطقة، التي يطلق عليها "الزربية الواوزكيطية" (نسبة إلى اسم قبائل المنطقة) أو زرابي الرحل، والتي تبقى ضاربة في التاريخ، كونها صناعة تقليدية، وتتوفر بأسعار مختلفة. وأقيم معرض على هامش المهرجان، الذي يأتي هذا العام في نسخته الثالثة، وحوى منتجات متنوعة للزرابي، بزخرفاتها وألوانها ولمسات أمازيغية، من خلال رموز أو أحرف، تُحَوِّل الزرابي إلى لوحات تشكيلية. وقال العباسي عبد الله، أحد منظمي المهرجان، إن "الزربية بالمنطقة لها خصوصية معينة، ولها تاريخ عريق، إذ يؤكد الباحثون أنها توجد بالمغرب قبل دخول الاسلام للبلاد، خصوصا أنها تضم حروف أمازيغية في زخرفتها ونسجها". وتابع قائلا: "بعض المؤرخين كشفوا أن الزربية دخلت للمغرب من الشرق وتحديدا من اليمن، وانتقلت بين العديد من الدول الأخرى في وقت سابق، عن طريق الرحل، إلى أن استقرت بجنوبي المغرب". وأوضح أن اسمها يرجع إلى اسم إحدى القبائل، وهي قبيلة "آيت واوزكيط"، بعدما كان اسمها الرحالية (نسبة الى الرحل)، وتتميز حسب قوله ببساطتها وألوانها الزاهية، ويبرع نساء المنطقة في حياكتها. وقالت "تغناو الكبيرة" ممثلة جمعية تيمنايف آيت بوغربة (جمعية غير حكومية تعنى بإنتاج الزرابي) في المهرجان، إن "مشاركة الجمعية في مهرجان الزربية، يهدف إلى التعريف بالمنتوج، واستفادة أعضاء الجمعية من مختلف الأنشطة التي يوفرها المهرجان". وأضافت في تصريحات للأناضول، "نسج الزربية يتوارثه أبناء المنطقة أبا عن جد، وحتى الآن لا زلنا نعيش من دخل هذا المنتج". وأشارت إلى أن "صناعة الزربية يتوارثها أبناء وبنات المنطقة، كونها عملة المنطقة الثمينة، وتنافس العقار والأراضي في الإرث". وبحسب منظمين للمعرض، فإن أسعار المنتجات فيه تترواح ما بين 500 درهم (51.6 دولا ) وحتى 3 آلاف درهم (309 دولار)، كما توجد زرابي معروضة (ليست للبيع) يزيد عمرها على 120 عام. وينظم المهرجان وزارة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني المغربية، بشراكة مع مؤسسات قطاع عام وخاص، تحت شعار "جمال وتراث"، من 8 وحتى 17 من الشهر الحالي بتازناخت، وذلك في نسخته الثالثة. ويهدف المهرجان حسب منظميه إلى تسليط الضوء على حرف الصناعة التقليدية المغربية عامة، و صناعة "الزربية الواوزكيطية" خاصة، والتي لها مكانة هامة في الصناعة التقليدية المغربية، لما لها من سمعة واسعة وطنيا ودوليا. الأناضول