بين المزهريات وحواجزها الخشبية انكشف المستور.. هذا ما يمكن أن ينطبق على العملية التي نجحت في فك بعض طلاسيمها عناصر الجمارك بميناء الدارالبيضاء، أول أمس الأربعاء، عندما وضعت اليد على كمية كبيرة من المخدرات كانت موجهة صوب إحدى بدان القارة الأوربية. فبعد أن ظن أصحاب الشحنة "الملغومة" أنهم أعدوا العدة، وباشروا التفاصيل لتكون رحلة البضاعة في "أمان"، أدت شكوك مسؤولي الجمارك بخصوص البيانات المتعلقة بالشحنة التي ادعى أصحابها أنها تتعلق بحاوية محملة بالمزهريات الطينية التي تم تلوينها بألوان مختلفة وبراقة. لكن البريق الحقيقي الذي يظهر أنها أغرى المتورطين في هذه الشحنة، هو العائدات المالية الكبيرة التي كان من شأن إيصال البضاعة إلى وجهتها أن تخلف في أرصدة الواقفين وراءها. مساء الأربعاء الماضي سادت حالة استنفار قصوى بمنطقة الشحن بميناء الدارالبيضاء، خلال شروع الأعوان الجمركيين التابعين ل «لأميرية الصرف التابعة للمديرية الجهوية للجمارك بالدار البيضاء والنواحي»، في إفراغ حمولة إحدى الحاويات التجارية، حيث تم ضبط شحنة كبيرة من مخدر الشيرا بالبوابة الأولى لميناء الدارالبيضاء. وهي الشحنة التي قالت بعض المصادر إنها تقدر بملايين السنتيمات. وجاء اكتشاف المخدرات المحشوة بالحاوية التجارية، والتي تقدر كميتها بحوالي 657 كيلوغرام، حسب أحد مسؤولي الجمارك بعد الإطلاع على الكشوفات وتلبيانات المتعلقة بالحاوية، حيث لوحظ أنها لم تضمن القيمة المالية المصرح بها لدى إدارة الجمارك، مما أثبت وجود بعض التناقضات بملف الشحنة، وهو ما قوى الشكوك حولها، وجعل المسؤولين يأمرون بإخضاعها لعملية تدقيق شملت المحتويات التي صرح بها مسؤولو شركة الشحن والتعشير، التي ادعت أنها تتعلق بكمية من المزهريات موجهة إلى دولة إيطاليا. لكن عملية التفتيش التي تمت الإستعانة فيها ببعض الكلاب المدربة، والتي دامت أزيد من سبع ساعات مكنت من ضبط كمية المخدرات المذكورة، التي تمت مداراتها بين تلفيف الحواجز الخشبية التي كان موضوعة بين المزهريات لمنع ارتطامها ببعضها، والحيلولة دون تكسيرها. وكانت الكمية الكبيرة من المخدرات التي فاقت 650 كلغ من الشيرا، موضوعة في تجاويف خشبية تم صنعها باتقان، الأمر الذي يظهر أن الإعداد لهذه العملية قد استغرق مدة زمنية طويلة، قبل التمكن من إعدادها للشحن، والتصدير صوب إيطاليا. إلا أن الشكوك التي ساورت أعوان الجمارك بخصوص الوزن المحتمل للمزهريات، والوزن المصرح به للبضاعة لدى الجمارك أدى بعون مراقبة من الجمارك في إطار محاربة تهريب عبر الميناء إلى تكسير إحداها، ليتم العثور على صفائح المخدرات. وحسب بعض المعطيات الأولية المتعلقة بالتحقيق، فإن المزهريات التي تم شحنها رفقة المخدرات، انطلقت من أحد المستودعات التجارية بمدينة الدارالبيضاء، فيما ذكرت مصادر مطلعة ل «الأحداث المغربية» أن عناصر من زمرة محاربة المخدرات التابعة للإدارة المركزية بالمديرية العامة للجمارك بالرباط قد تكون حلت بميناء مدينة الدارالبيضاء بعد علمها بالبضائع التي تحملها الحاوية. رشيد قبول/ سعد داليا