قال مدير مهرجان مرزوكة الدولي لموسيقى العالم، ناصر ناصري، إن هذه التظاهرة الثقافية تشكل مناسبة لتعزيز الفرص التي تتيحها المنطقة على المستوى السياحي والإسهام في تعزيز التنمية المحلية. وأكد مدير المهرجان، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة تنظيم النسخة الثالثة لهذا المهرجان تحت شعار "احترام وحماية " (17 -19 أبريل) بمشاركة ثلة من المجموعات الغنائية والفنانين المغاربة والأجانب، على الدور الذي يضطلع به هذا اللقاء السنوي في التعريف بالمقومات السياحية لإقليم الرشيدية، وجعله محطة متميزة للسياحة الواحية والصحراوية، خصوصا السياحة الاستكشافية والمغامراتية، وتثمين المنتجات السياحية التي تقدمها واحة تافيلالت، إحدى أكبر وأغنى الواحات العالمية، وخلق دينامية اقتصادية واجتماعية بالمدينة التي تتوافد عليها أعداد هائلة من الزوار والسياح من مغاربة وأجانب. وأضاف ناصري أن برنامج هذه التظاهرة الفنية، التي انطلقت منذ سنة 2012، تروم ضخ نفس جديد لاستقطاب السياح المغاربة والأجانب والترويج للمنتوج السياحي بالمنطقة التي تتوفر على بنيات استقبال كالمآوي والفنادق من مستوى رفيع على اعتبار أن الأمر يتعلق بفرصة ثقافية وفنية تساهم إلى حد كبير في تثمين المؤهلات التي تزخر بها المنطقة بما يجعلها وجهة مفضلة للسياحة، مشيرا إلى أن المهرجان يساهم علاوة على ذلك على بناء تدريجي لاقتصاد جديد للمنطقة من شأنه أن يدعم وضع أسس للتنمية المحلية . فالعرض السياحي المتعدد والمتنوع، يبرز مدير المهرجان، يشمل بالأساس الجولات على متن الجمال والليالي الجميلة في مخيمات وزيارات أماكن تعبق بالتاريخ والدلالات الثقافية كبحيرة مرزوكة التي تتيح فرصة للزائر للاستمتاع بمكان يسوده الهدوء والسكينة، كما تتفرد هذه المنطقة الساحرة بهندسة معمارية متميزة، وبتراث فني وموسيقي متنوع وبتقاليد وعادات غذائية خاصة. وأشار ناصري إلى أن مهرجان مرزوكة الدولي لموسيقى العالم بات يكتسب سنويا مزيدا من النضج والتألق ويمثل أحد نتاجات "الجمعية الصحراوية للتنمية السياحية والثقافية"، مبرزا أن هذه التظاهرة الثقافية والفنية تطمح إلى أن تشكل إضافة نوعية جديدة لمشهد المهرجانات الوطنية والدولية . وخلص ناصري إلى أن رصد مؤهلات المنطقة ومدى أهميتها في تدعيم المنتج السياحي ستشكل إطارا عاما لتفسير الدينامية السياحية بالمنطقة وانعكاساتها السوسيو-مجالية بغرض كسب رهان التنافسية. ويتضمن برنامج المهرجان، المنظم بتعاون مع جماعة الطاوس وبلدية الريصاني، باقة غنية ومتنوعة بمشاركة فنانين من إسبانيا والسينغال وكوت ديفوار وجزر القمر وجيبوتي والكونغو وفرنسا، بالإضافة إلى ألوان موسيقية مختلفة من المغرب. ومن المنتظر أن تؤثث فضاءات المجال الصحراوي لمرزوكة مجموعات "تلال الصحراء" الإسبانية، و"أفريكا يونايتد" و"ساكازيك" من فرنسا، والفرقة المغربية الإسبانية "أندا ميدينا"، والمعلم زايد من مرزوكة، ومجموعة "إيمودا" التي تعيد أداء أغاني "تيناريوين"، و"إزنزارن" رفقة عبد الهادي ياقوت ورائد الأغنية الأفريقانية بالمغرب مولود المسكاوي. وفضلا عن مجموعة (كاباتشو ماروك كونيكسيون)، سيكون جمهور المهرجان أيضا، على موعد مع العديد من المجموعات الفولكلورية مثل أحيدوس آيت عطا، وكناوة رفقة المعلم حماد، وتاماوايت مع عايشة ماية، وملحون سجلماسة ودراويش الغيوان بالريصاني. وعلى هامش العروض، برمج المنظمون ندوة حول موضوع "تاريخ مدينة سجلماسة" تسلط الضوء على العمق التاريخي للمنطقة التي شهدت ميلاد الدولة العلوية، كما يقام بالمناسبة ماراثون مصغر لمرزوكة، عبارة عن سباق في قلب الصحراء يتيح للرياضيين الشباب وهواة رياضات المغامرة المغاربة والأجانب الاستمتاع بمشاهد طبيعية ساحرة.