تثمين الموروث الثقافي والتعريف بمؤهلات جمالية استثنائية تحت شعار " من أجل ثقافة سياحية "، وبمشاركة ثلة من الفنانين المغاربة والأجانب، تنطلق بمرزوكة التابعة لإقليم الراشيدية، بداية من يوم الجمعة القادم، وحتى يوم الأحد 19 أبريل 2015، الدورة الثالثة للمهرجان الدولي لموسيقى العالم. واعتبرت الجمعية الصحراوية للتنمية السياحية والثقافية، (الجهة المنظمة)، في بلاغ توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن هذه التظاهرة تهدف إلى النهوض بالفرص التي تتيحها المنطقة على المستوى السياحي، خصوصا السياحة الاستكشافية والمغامراتية بمنطقة مرزوكة وتثمين منتوجاتها المحلية. وتتوخى الجمعية من تنظيم هذه التظاهرة ذات الطابع الفني والتنموي إضافة نوعية جديدة لمشهد المهرجانات الوطنية والدولية والمساهمة في التنمية المحلية. ناهيك عن تكريس تقليد ثقافي وفني يثمن التراث الشعبي والتقاليد التي تتميز بها المنطقة. موسيقى العالم وتقترح الدورة الثالثة لمهرجان مرزوكة الدولي لموسيقى العالم، برمجة غنية ومتنوعة بمشاركة فنانين ينتمون الى اسبانيا، و السينغال، وكوت ديفوار، وجزر القمر، ودجيبوتي، والكونغو وفرنسا، بالإضافة الى ألوان موسيقية مختلفة من المغرب. ومن أبرز الأسماء التي ستؤثث فضاءات المجال الصحراوي لمرزوكة مجموعات "تلال الصحراء" ألاسبانية و "افريكا يونايتد" و "ساكازيك" من فرنسا، والفرقة المغربية الإسبانية أندا ميدينا والمعلم زايد من مرزوكة ومجموعة إيمودا التي تعيد أداء أغاني تيناريوين، وإزنزارن رفقة عبد الهادي ياقوت ورائد الأغنية الافريقانية بالمغرب مولود المسكاوي. وفضلا عن مجموعة (كاباتشو ماروك كونيكسيون)، سيكون جمهور المهرجان أيضا على موعد مع العديد من المجموعات الفولكلورية مثل أحيدوس آيت عطا وكناوة رفقة المعلم حماد، وتاماوايت مع عايشة ماية، وملحون سجلماسة ودراويش الغيوان بالريصاني. وعلى هامش العروض، برمج المنظمون ندوة حول موضوع "تاريخ مدينة سجلماسة" لتسليط الضوء على العمق التاريخي للمنطقة التي شهدت ميلاد الدولة العلوية. وتجدر الاشارة الى هذا المهرجان تنظمه الجمعية الصحراوية للتنمية السياحية والثقافية بتعاون مع جماعة الطاوس و بلدية الريصاني. موقع أسطوري يتنفس عبق التاريخ عند مصب وادي زيز، حيث تترامى إحدى كبرى الواحات في المغرب، تقع مرزوكة التي تشتهر بحمامات التداوي بالرمال، و بمشهدها الصحراوي البديع، بكثبانه وتلاله الرملية الذهبية، الممتدة عبر الافق والمترامية على عشرات الكيلومترات. ويجمع كل الذين تمكنوا من زيارة هذه المحطة المغربية التاريخية على الطريق التجاري الشهير إلى مدينة تمبكتو في مالي، أن منظر غروب الشمس في صحراء مرزوكة، لا مثيل له على اعتباره فضاء يقدم أروع المناظر الطبيعية في العالم... حين يتحول فيه لون الرمال من الأصفر الذهبي، إلى لمسة وردية خفيفة أوحين تتحرك الظلال من أعلى الكثبان وتبدأ الشمس بالمغيب، وراء سلسلة جبال بعيدة، تاركة وراءها شريط ضوء يسحر الأنظار. ولا تشتهر مرزوكة بمؤهلاتها الطبيعية فحسب، بل بمؤهلاتها الثقافية أيضا، حيث شكلت عبر التاريخ محطة للتبادل الثقافي بين شمال وجنوب القارة الإفريقية وهو ما يؤهلها اليوم لتقديم وجه حضاري مغربي في خدمة تنمية المنطقة من خلال سياحة استكشافية، تروم التعريف بأنماط الحياة في الصحراء المغربية وبألوان حياة الصحراويين الرحل، عن طريق رحلات على الجمال والمبيت في الخيام ومشاهدة غروب الشمس وشروقها، كفسحة لتأمل عميق لعله ما ظل يوحي للإنسان في هذا المكان باختيار فضائل الهدوء والتمسك بالجميل في ثقافته الأصلية، بعيدا عن صخب وضغوط الحياة اليومية في المدن الكبرى بتناقضاتها الهائلة وتغيراتها المتسارعة.