كانت الامتحانات تعتبر فرصة لا تعوض بالنسبة له كطالب في معاهد الصحة، عشقه لارتداء الوزرة البيضاء لينظم إلى ملائكة الرحمة، دفعه كغيره إلى تقديم ترشيحه لإجراء مباراة التوظيف، لكنه فوجئ كغيره من أن تكافؤ الفرص مازال شعارا ليس إلا... كان محمد ، علي، أمينة يترقبون بشغف كل الإعلانات الخاصة بالتوظيف، لما قررت الوزارة إجراء امتحان لولوج معاهد التكوين، تحركوا بسرعة لإنجاز الوثائق لاجتياز المباراة المنظمة من طرف الوزارة لكن الأمل توقف وتحول إلى سراب بعدماتم تزوير نتائج الامتحان. ففي شهر شتنبر 2011 تفجرت فضيحة التزوير والتلاعب في نتائج المباراة الخاصة بولوج معاهد تكوين أطر الميدان الصحي، الخروقات همت عدد من المدن التي نظمت فيها المباريات الكتابية والشفوية، فقد اكتشف مجموعة من التلاميذ المتبارين أن لائحة مباراة الشفوي تتضمن أسماء جديدة لم يسبق لها أن شاركت في الاختبار الكتابي، وتم إقحام أسمائهم من طرف رئيسة مصلحة التكوين، تعالت معها أصوات احتجاج عدد من مديري معاهد التكوين، الذين كان مطلبهم الملح هو وضع حد لهذه التجاوزات الخطيرة، التي كانت موضوع مراسلات عديدة للتلاميذ إلى وزارة الصحة. التي لم تحرك ساكنا رغم أن البوابة الإلكترونية لمعاهذ التكوين الوطنية قد نشرت للعموم أسماء من تم اختيارهم لاجتياز الامتحان الكتابي. تجاوزات أسالت الكثير من المداد وتصدرت الصحف الوطنية، تداول معها مهنيو الصحة بامتعاض شديد تفاصيل فضائح التلاعب في الامتحانات والمباريات المهنية وخاصة أسرة التدريس بمعاهد التكوين، التي شددت على أنها غير مسؤولة عما يقع من تلاعب وتجاوزات وتغيير للنتائج سواء تلك الخاصة بامتحانات ومباريات التوظيف والترقية المهنية للعاملين أوالمباريات الخاصة بولوج معاهد تكوين الممرضات والممرضين التابعة لوزارة الصحة. هو إذن فصل جديد من فصول الفساد التي استشرى في القطاع الصحي أدى إلى تزايد ظاهرة السماسرة والمحترفين في البحث عن الزبائن « الضحايا » كلما تم الإعلان عن مباراة إلا وتحركوا دون خوف أو خجل للبحث عن زبائن قادرين على دفع رشاوي للمسؤولين بالوزارة للفوز بمنصب شغل اوالترقي في الدرجة أو النجاح في مباراة . لم تتوقف هذه التدخلات عند أداء رشاوي والتي مازالت مسلسل تحقيقات الشرطة القضائية، بل وصل، كما أكدت ذلك المصادر النقابية، «إلى التدخلات الحزبية القوية المعروفة في هذا القطاع التي يمكنها في أية لحظة أن تغير النتائج»، وما جعل للفضيحة طعما آخر ر هو أن عملية تصحيح الامتحانات التي من المفروض أن تتكلف بها هيئة التدريس، تم إنجازها من طرف موظفين بمديرية الموارد البشرية لا صلة لهم بالتدريس. في الوقت الذي تفجرت فيه فضيحة مباراة ولوج معاهد تكوين الأطر الصحية، قرر التلاميذ وأساتذة معاهد التكوين التصدي لهذه الخروقات بالاحتجاج وتوجيه نداءات استغاثة عبر الجرائد الوطنية وذلك بمطالبتهم المنظمات السياسية والنقابية والحقوقية وحركة 20 فبراير العمل على الحد من التلاعب بحقوق التلاميذ المتبارين. فيطالبوا بإيفاد لجنة لتقصي الحقائق ومتابعة كل المتلاعبين بحقوق التلاميذ والموظفين. والتي تمس في العمق سلامة الامتحانات المهنية. لم تنتظر االشرطة طويلا وتحركت للبحث والتقصي في الفساد الذي أخد أشكال عديدة من الرشوة ، المحسوبية والمال الحرام، مازالت حقيقته لم يتم الكشف عندها بعد، والتي مست حقا دستوريا وهو حق المساواة وتكافؤ الفرص بين المتبارين .