اضطر محمد الشيخ بيد الله إلى ترك كل التزاماته الرسمية، وتحويل وجهته صوب مدينة سبعة رجال، للعب دور الإطفائي لإخماد «الفتنة»، التي شرع حميد نرجس خال الهمة، في إذكائها بصفوف الحزب بالجهة. حميد نرجس كان قد قدم استقالته مباشرة بعد حسم المكتب الوطني للحزب للتزكيات التي أطاحت بعدد من مناصريه. الرجل انطلق في تحريك بوصلة المحسوبين عليه، لتقديم استقالتهم من الحزب، مع تعبيد الطرق أمامهم للالتحاق بصفوف بعض الأحزاب المنضوية تحت لواء تحالف ال «الجي8»، كما هو الشأن بالنسبة لصديقه الحميم الحبيب بن الطالب مدير تعاونية الحليب، والأمين الإقليمي للحزب بمراكش، رفقة زوجته جميلة عفيف رئيسة مجلس العمالة اللذين رفرفا اتجاه حزب الحمامة. الطريقة التي اعتمدها خال الهمة، الرامية إلى هدم الهيكل على الجميع، أحدثت نزيفا كبيرا على مستوى إقليمقلعة السراغنة، حين قررعبد الرزاق الوارزازي، الذي أطاح به المكتب الوطني من على رأس قائمة الحزب بدائرة السراغنة زمران، ترجيح كفة «الميزان»، فعمد إلى تجييش أنصاره بالإقليم، ما نتج عنه تقديم استقالة أزيد من 100 عضو، ينتمون إلى 24 جماعة بالإقليم، ضمن 39 جماعة يسيرها «الباميون»، حيث تقدم صفوف المستقلين، رئيس المجلس الإقليمي، ورئيسا بلديتي قلعة السراغنة والعطاوية، إلى جانب رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات. عريضة المستقيلين، تم فتحها مساء أول أمس الثلاثاء بمنزل عبد الرحيم واعمرو الأمين الإقليمي لحزب الجرار، ومازالت مشرعة على المزيد من الاستقالات. بعد توقيع العريضة،غادر المجتمعون منزل واعمرو في ساعة متأخرة من الليل، والتحقوا بالمقر الإقليمي للحزب الموجود بتجزئة المركب الاقتصادي والاجتماعي وسط مدينة قلعة السراغنة، وأزالوا من واجهته اليافطة التي تحمل اسم «الأصالة والمعاصرة» ورمز التراكتور، ومن ثمة إغلاقه ب«الضبة والمفتاح». الأمين العام للبام الذي حل بمراكش صباح أمس، لمحاصرة التداعيات المذكورة، وبعد أن تعذر عليه معرفة مقر الحزب بمنطقة المصمودي، اضطر للاستنجاد بأحمد التويزي الأمين الإقليمي للتراكتور بإقليمالحوز ورئيس بلدية أيت أورير، لإرشاده إلى فضاء المقر. مجموعة فاطمة الزهراء المنصوري عمدة مراكش، ممثلة في 20 عضوا ضمنهم عدنان بن عبد الله رئيس مقاطعة المنارة، فتيحة العيادي عضو المكتب الوطني والبرلمانية عن إقليم الرحامنة، أحمد التويزي رئيس بلدية أيت أورير واسماعيل البرهومي البرلماني بدائرة جيليز، كانوا أول الملتحقين بمقر الاجتماع، فيما فضلت مجموعة خال الهمة نهج سياسة الكرسي الفارغ والاكتفاء بإيفاد بعض الأسماء لوضعهم في صورة ما تم التداول في شأنه. إسماعيل احريملة/ محمد موقس