في إطار الحراك الداخلي الذي يعيشه حزب علي الهمة، اجتمع مؤخرا السيد حميد نرجس رئيس فريق مجلس النواب لحزب الأصالة والمعاصرة بالعاصمة الرباط، بعدد كبير من البرلمانيين وبعض أعضاء المكتب الوطني المنضوين تحت لواء تيار المحافظين من بينهم ، المعتقل السياسي السابق الحبيب بلكوش وعضوة الهاكا خديجة الكور والبرلماني الطاهر شاكر.. لتدارس خارطة الطريق المتعلقة بالاستحقاقات المقبلة، وما تفرضه المرحلة من مقاومة تيار اليساريين و"الجيل الجديد من الأمناء العامين الجهويين" داخل الحزب. وعلمت "هسبريس" من مصادر مقربة أن المشاركين في هذا اللقاء طمأنوا البرلمانيين الخائفين من عدم الحصول على التزكية، ووعدوا بعضهم بترتيب بيت المحافظين والشروع في تهييئ لائحة الاستوزار منذ الان، والعمل بكل جهد على استبعاد بعض الوجوه غير المرغوب فيها كعزيز بن عزوز وصلاح الوديع والمريزق المصطفى ومحمد المعزوز. هذا و يعيش محمد الشيخ بيد الله الامين العام الوطني، منذ غياب فؤاد علي الهمة، وضعية لا يحسد عليها، فهو اليوم بات بين سندان المحافظين ومطرقة رموز المدافعين عما يسمى ب"المشروع الحداثي الديمقراطي". فالذين يريدون جر الحزب لصفوف "القوى التقدمية" انسجاما مع ما تمليه المرحلة السياسية "من انخراط بجرأة و شجاعة في دينامية ربيع الديمقراطية" حسب رأي هذا التيار، خاصة و أن أغلب و جوه المشروع كانوا دائما من "المناصرين لقضايا الحرية و الديمقراطية والعدالة الاجتماعية و لا زال لهم إشعاع قوي في العديد من مساحات النضال و المقاومة". و لا يستبعد المراقبون أن يوظف بيد الله قربه التنظيمي من فؤاد علي الهمة، ليضع يده في يد نائيه الاول حكيم بن شماس، للمطالبة بإعمال الآليات المؤسساتية للحزب، خصوصا بعد التكتل الأخير الذي أعلن عنه الأمناء العامون الجهويون ضد الرافضين لتمثيلبة الشباب، والذين نجحوا بامتياز في الحصول عل رقمهم الخاص في المعادلة، خاصة و أنهم أبانوا عن تمسكهم القوي بالحزب ولم يتخلفوا عن قيادته في الجهات رغم الإعصار والزلازل السياسية الوطنية بعد 20 فبراير وكذا الثورات العربية، وقاوموا كل عمليات البيع و الشراء في التزكيات المعروفة تفاصيلها لدى الوافدين من الأحزاب الإدارية. من جهة أخرى، تشير العديد من التقارير، أن حزب الاصالة والمعاصرة باستطاعته أن يصبح قوة سياسية وازنة في المشهد السياسي الجديد، بعد تنزيل الدستور الجديد على أرض الواقع، و خاصة مشروع الجهوية؛ اذا ما تشبث الحزب بالافكار التي تأسس عليها. ورغم الصراع اللامنتهي بين حزب الجرار، وحزب المصباح، لا يستبعد قيادي يساري داخل البام، أن يلتقي هذان الحزبان في تحالف بعدي الى جانب حزب الوردة، خاصة وأن هؤلاء الفاعلين السياسيين يتفقون على نقطة هامة و أساسية ألا و هي " اعادة الثقة في المؤسسات" وهو ما يتطلب عملا مشتركا و"جيل كامل و جديد من المغاربة". فأغلب النخب الموجودة في هذه "الكتلة الجديدة" يضيف نفس القيادي تشعر بجسامة المسؤولية و تظهر علانية تضامنها مع الشارع و لها كل الامكانيات لدفع التيار المحافظ في الدولة لتلبية كل المطالب الاجتماعية وتحمل المسؤلية لإعطاء الإصلاحات الدستورية والسياسية المصداقية التي تستحقها. فهل سينجح بيد الله في إعادة ترتيب بيته سياسيا ويجعل من الوجوه المغضوب عليها سفراء الحزب في ساحة النضال والحرك الاجتماعي والسياسي، أم سيصبح رهينة في يد "موالين الشكارة" الذين لا يهمهم في الحزب سوى التزكية و"المحافظين الجدد" الذين يتنتظرون الاستوزار؟ بعض المقربين من بيد الله أكدوا ل "هسبريس" أن هذا الأخير لديه خطة عمل "ثورية" سيعلن عنها في الوقت المناسب، وسيكون لها صدى في كل الجهات، من أجل إعلاء راية الحزب من جديد.