لم تعد الرغبة الجامحة للمهووسين بالاعتداءات الجنسية على الجنس اللطيف، تتوقف في كثير من الحالات على اعتراض السبيل الضحايا في أماكن خالية أو مظلمة من أجل تنفيذ لحظة اغتصاب سريعة، بل تحولت هذه الجرائم الحيوانية الماسة بأعراض الناس وسلامتهم البدنية والنفسية إلى كوابيس رهيبة، حيث يميل الجناة إلى الاختطاف والاحتجاز بغية الاستمتاع مدة أطول بأجساد الرهائن، وممارسة ساديتهم عليهم بعيدا عن أي فرصة للهرب أو الانقاذ، هذه بعض قصص مختطفات ومغتصبات، وصلت قضاياهن إلى الأمن والقضاء. سمعت «عائشة» مرارا وتكرارا مقولة «الطريق خايبة»0فهمها البسيط دلها أن المعنى الوحيد لهذا التحذير هو مخاطر الأعطاب والموت بسبب حوادث السير. غير أن مشيها على الأقدام في عتمة المساء مسافة طويلة من مقر عملها بحي الفتح بالرباط إلى مسكنها عند أطراف المدينة، سوف يلقنها درسا آخر عن غدر الطرقات والشوارع0 التجربة القاسية التي عاشتها هذه الامرأة المتزوجة ذات التاسعة والثلاثين سنة، علمتها أن الشارع غابة مليئة بالوحوش، التي تنهش لحم البشر وأعراضه. امرأة في قبضة وحوش الشارع كانت الساعة تدنو عقاربها من السابعة والنصف مساء. شبح امرأة يمشي بتثاقل بعد يوم شاق من العمل كخادمة لدى موظف بإحدى السفارات بالرباط0 لم تتجاوز خطواتها خط السير على رصيف الراجلين، فجأة اعترضت سبيلها سيارة صفراء لم تتعرف على نوعها أو ترقيمها بسبب جهلها القراءة والكتابة. هما شخصان كانا على متنها، لا ثالث لهما إلا سكينا من الحجم الكبير، أشهره مرافق السائق في وجهها. شل الخوف والمفاجأة حراكاتها وسكناتها، وفي لحظة خاطفة دفعها هذا المهاجم بقوة وعنف داخل السيارة، التي انطلقت بسرعة جنونية. مر الوقت سريعا ورهيبا قبل الوصول إلى مكان مظلم داخل غابة توجد بجانب محطة الاستراحة على الطريق السيار ببوزنيقة، حيث سيقت بعنف مثل الشاة إلى المذبح، وهي تخر من الرعب والتنكيل على الأرض0 بين الأشجار المتشابكة وظلمة الليل، تم تجريدها من ملابسها وتناوب على اغتصابها الذئبان المسعوران بشكل وحشي0 لم ينته كابوس العبث بشرفها إلا بعد أن غادر المعتديان مسرح الجريمة وفي جيوبهما ما كانت تملك من دراهم قليلة. مشوار آخر من الرعب والعذاب قاسته المرأة المغتصبة، فبعد رحلة تيه تحت جنح الظلام وسط غابة الصنوبر الكثيفة، وصلت بالصدفة إلى قارعة الطريق الساحلية رقم 322 الرابطة بين بوزنيقة والمحمدية0 هناك أرشدها بعض العابرين لمقر المركز المؤقت للدرك الملكي بالمنصورية، الذي قضت فيه الليلة إلى أن بزغ صباح اليوم الموالي، ليتم ربط الاتصال بمسؤولي المركز القضائي التابع لسرية الدرك الملكي ببوزنيقة. انتقل عناصر منه إلى المركز المؤقت للدرك الملكي للمنصورية، من أجل الاستماع للضحية، التي كانت في حالة نفسية متردية. حكت هذه المرأة تفاصيل مأساتها قبل أن يتم اصطحابها من قبل عناصر المركز القضائي للدرك إلى موقع شريط الرعب الليلي... لم تمح خطواتها أوصاف المعتدين، التي أدلت بها للمحققين، ولم ينته بأس الطريق المحدق بأرواح وأعراض من يمشي فيه دون حيطة وحذر. بلجيكية في ضيافة مهووس بالجنس جاءت إلى المغرب بهدف السياحة والاستجمام لكن البلجيكية الشقراء كانت على موعد مع حادثة ستغير حياتها. وبمدينة الخميسات التي اختارتها المرأة الأربعينية كان اللقاء غير المخطط له مع مختطفها الشاب المغربي المهووس بالجنس. جاء الاختطاف في ظروف غامضة، أدخلت رجال الأمن، في متاهات ومجموعة من الفرضيات. أطوار قضية اختفاء السائحة البلجيكية تعود إلى ليلة 19 يونيو من السنة الماضية، عندما كانت رفقة مضيفتها. وأثناء وجودهما بساحة الحسن الأول، التي تعتبر متنفسا لقاطنة مدينة الخميسات، اختفت كامبيي كرين في ظروف غامضة، مما اضطر مرافقتها إلى التقدم إلى مصالح الأمن الوطني بالمدينة لتخبر بالواقعة، دون أن تدلي بأدنى معلومة بخصوص الوجهة التي قصدتها ومع من أو ماذا حل بها. تجندت مصالح الشرطة بجميع وسائلها، اعتمادا على المخبرين التابعين لها وعلى أفراد الأسرة التي كانت السائحة في ضيافتها لتقوم بعدها بالاستماع لبائع متجول يتواجد باستمرار بساحة الحسن الأول. أفاد الرجل بدقة بأوصاف الشخص الذي شاهده يرافق المعنية. أوصاف أدت إلى تحديد هوية المشتبه به، الذي تم إيقافه وبكل تلقائية، اعترف بوجود البلجيكية بمنزله بحي الرياض. تنفست المصالح الأمنية الصعداء إثر العثور على السائحة الأجنبية حية ترزق، لكن إفاداتها الأولية، كانت صادمة ومؤلمة وهي تروي قصة اختطافها واحتجازها من قبل الشاب الذي كان مارس عليها الجنس بالقوة أربع مرات في اليوم ... سجن امتد لخمسة أيام.. قبل أن يعثر على السائحة.. فتاة مخطوبة في «عرس اغتصاب» القصة كان أبطالها أفراد عصابة إجرامية، اقترفت جريمة الاختطاف والاحتجاز تحت التهديد بالسلاح الأبيض المتبوع بالاغتصاب والإيذاء الناتجة عنه جروح بليغة مع السرقة. أما الضحية فيها فهي فتاة مخطوبة، وجدت نفسها «تزف» مكرهة في عرس رهيب، المدعوون إليه مجموعة من الذئاب البشرية. ابتدأت تفاصيل الأحداث المؤلمة في بداية السنة الماضية، بطريق جرادة على مستوى معمل الأجور. كانت «غزلان» على متن سيارة من نوع «بكوب» رفقة خطيبها، يتجاذبان أطراف الحديث داخل السيارة. فجأة حضر أربعة شبان على متن سيارة مرسيدس يسوقها صاحبها بطريقة جنونية. حالوا التحرش بالفتاةف لم يستطع الخطيب امتلاك أعصابه ودخل معهم في مشاداة كلامية تعرض على إثرها لاعتداء بالضرب والجرح، فيما قام صاحب السيارة الثانية بدهسه بينما كان ساقطا على الأرض متسببا له في كسر على مستوى ساقه الأيمن قبل أن تقدم المجموعة على اختطاف الفتاة، التي اقتادوها تحت التهديد إلى مكان خال، وقاموا باغتصابها الواحد تلوى الأخر بوحشية ولما أشبعوا نزواتهم سرقوا هاتفها النقال وأخلوا سبيلها. تقدم الضحيتان بشكاية وعلى إثرها فتحت المصلحة الولائية للشرطة القضائية تحقيقا في هذه الجريمة النكراء واسترسالا في البحث، تم الاهتداء إلى أحد أفراد العصابة، الذي كان ضمن المغتصبين، حيث تم إيقافه، وعن طريق اعترافاته تم الوصول إلى باقي «شلة الذئاب»، الذين توبعوا جميعا بتهمة الاختطاف والاحتجار المتبوع بالاغتصاب في حق الفتاة المخطوبة، والايذاء الناتج عنه كسور بالنسبة للخطيب. إعداد: سعيد لقلش