هو الفقر والحاجة اللذان دفعا الضحيتين المنتميتين لأحد دواوير دار بوعزة، باقليم النواصر، إلى الوقوع في شرك شقيقين يتحدران من ضواحي مدينة الصويرة، وبالضبط من منطقة «حاحا».. فقر وحاجة جعلاهما ما أن يتسلما بعض الدريهمات المعدودة، حتى يستسلما لنزوتهما، ويلجان "طوعا" إلى مأوى الشقيقين، اللذين لم يتوانيا في إسقاط أمراضهما النفسية على الجسدين الصغيرين، لطفلتين كان من المفترض أن يصطفا في مقاعد الدراسة والتعليم، الذي غادراه بعد أن عجزت أسرتاهما عن توفير كل ما يتطلبه مسارهما الدراسي. حكايتهما انطلقت من ترصد للسكان الذين لم ترقهم مشاهد استغلال الشقيقين الراشدين لطفلتين قاصرتين، لذلك انتظروا الفرصة المواتية، عندما ولجت إحداهما محل سكنى الشقيقين العازبين، ليقوموا بمحاصرتهما، قبل أن يتمكن واحد من الفرار، في الوقت الذي تم إيقاف الثاني وتسليمه لعناصر الدرك الملكي. وعند المواجهة أصرت إحدى الضحايا على مواجهة من كان يستغلها، في غفلة من الجميع، حيث ذكرت تفاصيل كل ما يحتويه المسكن الذي كان الشقيقان يستقبلان فيه الضحيتين، بعد أن أدليا بكل صغيرة وكبيرة بداخله... ويوم أمس الاثنين، أحال مركز الدرك الملكي بمدينة الرحمة، الشخص المتهم بالتغرير بقاصر وهتك عرضها، بعد الاعتداء الجنسي الذي كان يمارسه رفقة أخيه، عليها وعلى طفلة أخرى تسكن قريبا من منزل أسرتها بدوار "العراقي". وحسب ما توصلت إليه الجريدة من معطيات، فإن الضحية الأولى تبلغ من العمر حوالي 14 عاما، فيما لا تتجاوز الثانية 12 سنة من العمر، غادرتا صفوف الدراسة مطلع العام الجاري، حيث يقطنان رفقة أسرتيهما بدوار «أولاد أحمد الطيبي» الذي يعرف بدوار العراقي. أحد المتهمين يلقب ب "ارويشة"، وليس في التسمية أدنى علاقة مع فنان الأطلس الراحل، فقط هي تسمية نالها لأنه كان يتحوز في مقر سكناه آلتين موسيقيتين، واحدة حقيقية، والثانية مصنوعة من علبة زيت فارغة، على غرار ما كان يصنعه الأطفال المولعون بتعلم مبادئ العزف على "الكمنجات". وبعد أن انكشف أمر الشقيقين اللذين ازداد أكبرهما سنا عام 1968، في الوقت الذي أبصر فيه الثاني نور الحياة سنة 1978، لذلك عمل بعض السكان على توثيق صور ومشاهد لعمليات ولوج الطفلتين إلى مقر سكناهما عبر الهواتف النقالة. وعند حلول ساعة التلبس قاما باتخاذ المتعين من أجل إخبار مركز الدرك الملكي بمدينة الرحمة. وحسب ما أفاد به مصدر مطلع جريدة «الأحداث المغربية» فإن مجموعة من السكان كانوا قد حاصروا أحد البيوت التابعة للنفوذ الترابي لجماعة دار بوعزة، من أجل إيقاف شخصين متهمين بالتغرير بقاصرين، واستدراجهما إلى البيت الذي يقطنانه من أجل الاعتداء جنسيا عليهما، والتغرير بهما بعد منحهما مبالغ مالية لا تتعدى 10 دراهم، وأحيانا أخرى 5 دراهم. ويوم أمس الاثنين، جرى تقديم المتهم إلى النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، فيما تم تحرير مذكرة بحث ضد أخيه الذي تمكن من الفرار. رشيد قبول