في تطور ملفت للاحتجاجات التي باتت تعرفها مخيمات المحتجزين الصحراويين المغاربة بتندوف جنوب غرب الجزائر ، توجه المآت من هؤلاء في مسيرة غضب يوم 9 مارس الجاري نحو مقر زعيم الانفصاليين بالربوني مرددين شعارات قوية ومنددة بالسياسة القائمة على القمع والعزلة التي تنهجها القيادة الانفصالية وزعيمها . واظهر شريط فيديو تم بثه على المواقع الاجتماعية لحظة وصول المسيرة الغاضبة لهؤلاء المحتجين عبر سياراتهم في اتجاه مقر زعيم الانفصاليين بمنطقة الرابوني ، حيث تقاطر هؤلاء على محيط المقر وهم يرددون شعارات مناوئة لسياسة الطغمة الانفصالية القائمة على القمع وكبت الحريات والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تنهجها قيادة البوليساريو ومليشياتها المسلحة في حق المحتجزين ، وهذا ما عبرت عنه بوضوح تلك الشعارات القوية التي صدحت بها حناجر هؤلاء المحتجين من قبيل " يا عالم يا عالم ...أين حقوق الإنسان " وهي شعارات تسائل المنتظم الدولي والمنظمات الحقوقية للقيام بواجبها في حماية هؤلاء المواطنين الذين أضحوا يواجهون هذه الإنتهاكات لوحدهم كما أنها شعارات تؤكد لمن لازال في حاجة إلى تأكيد على ما يعانيه هؤلاء المواطنون في هذه المخيمات خصوصا تلك المنظمات التي غمضت أعينها على ما يرتكب في حقهم من خروقات وانتهاكات كما أنها شعارات موجهة لتلك المنظمات التي منعت أ من الوصول إلى قلب المخيمات و الإطلاع على حقائق الأمور بسبب الحصار المضروب على المحتجزين . وكان لافتا من خلال هذه الشعارات استنكارها للأوهام التي ما فتئت يسوقها الإنفصاليون والوعود الكاذبة التي تروجها قيادتهم للمحتجزين على مدى أكثر من 35 سنة ، حيث جاهر المحتجون علانية برفض هذه الوعود من خلال شعارات متعددة مثيل " للصبر حدود ... أين هي الوعود " وهي شعارات توضح بشكل جلي أن القيادة الإنفصالية ومعها المخابرات الجزائرية كانت تسوق لوعود بات سكان المخيمات يتيقن يوما عن يوم أنها مجرد سراب يتآكل يوما بعد يوم .
وكان واضحا كذلك من الشعارات المرفوعة من طرف المحتجزين إدانة ساكنة المخيمات لمآل مساعدات الإتحاد الأوربي لهذه الساكنة التي عرفت " تحويلا واختلاسا كبيرين " من قبل قادة البوليساريو وهذا ما عبرت عنه شعارات عدة التي تم رفعها من قبيل "اللاجئين ضاعو ضاعو ... أهل الصحرا ما يتباعو" . ويظهر الشريط جحافل من السيارات العسكرية وهي تطوق محيط مقر زعيم الجبهة في الرابوني لحظة وصول المحتجين إلى ذات المكان خوفا من تطور الأمور إلى الأسوأ .
وتأتي هذه المسيرة الغاضبة استمرار للغليان الذي تعيشه المخيمات منذ مدة وترجمة واضحة لرغبة هؤلاء للإنفلات من قبضة جبهة البوليساريو ، حيث سبق لأبناء قبيلة الركيبات لبيهات ، أن نظموا مؤخرا وقفة احتجاجية أمام مقر الكتابة العامة للبوليساريو بتندوف، وذلك احتجاجا على تنصل قيادة البوليساريو من التزاماتها التي قطعتها للقبيلة خلال انتفاضتها الأخيرة، إلأ ان هذه الوقفة واجهتها القيادة الانفصالية تطويق أمني بمختلف التشكيلات الامنية ، الذي بيرابط بشكل دائم حول المخيمات تحسبا لأي تمرد قد يخرج عن السيطرة خاصة بعد تعدد انتفاضات لبيهات.
و ارتباطا بذات السياق أفادت تقارير إعلامية استينادا إلى "مصدر من داخل ما يسمى الأمانة العامة لجبهة البوليساريو، بأن المبعوث الأممي للأمين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس، أطلع قيادة الجبهة، خلال زيارته الأخيرة للمخيمات، بأن إمكانية إقامة دولة صحراوية "أصبح أمرا مستحيلا وغير قابل للتطبيق". وأضافت ذات التقارير أن "المبعوث الأممي أكد استحالة إقامة دولة صحراوية بناء على مجموعة من القرائن خاصة منها الوضع داخل المخيمات التي تشهد احتجاجات متواصلة ضد قيادة البوليساريو، وهو ما يعني أن الإجماع والتوحد حول مشروع الدولة الذي تقوده جبهة البوليساريو يبعث على الشك والريبة" تؤكد ذات التقارير نقلا عن القيادي في الجبهة الانفصالية .