السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، وبعد كلام كثير قيل عن 8 مارس...وعمل قليل هو الذي سيعتبر "حصيلة" ستكون لفائدة المرأة. المرأة التي تكون المجتمع المغربي برمته، امرأة البادية ، امرأة الحاضرة ، المرأة العاملة، المرأة الموظفة، المرأة ربة البيت...المرأة المتزوجة، المرأة الأرملة، المرأة المطلقة، المرأة الغير المتزوجة... المرأة الأم، المرأة الزوجة، المرأة البنت...نعم لكل واحدة من هؤلاء النساء مشاكلها وهمومها وأولوياتها...في التعليم والصحة والتربية والعلاقات الأسرية والاجتماعية والاقتصادية. هُنَّ، في أغلبيتهن الساحقة لا تهمهن المسؤوليات السياسية ولا الإدارية ولا المواقع المتقدمة في المؤسسات والهيئات ...ومراكز القرار... هُنَّ في أغلبيتهن الساحقة يبحثن عن حياة كريمة، شريفة ، تصان فيها حقوقهن، ولا يشعرن بأنهن كائنات ناقصات، متروكات للمجهول...يُعَنَّفْنَ بشتى أنواع العنف...اللفظي والجسدي ...هُنَّ بكل بساطة يبحثن عن تمثل معنى:" ولقد كرمنا بني آدم"...ومعنى "النساء شقائق الرجال"... يخطئ من يظن أن 8 مارس هي لحظة صراع للمرأة مع الرجل على "غنائم "و"مصالح" يسعى طرف لسحبها من الطرف الآخر... يُخطئ من يتصور أن المجتمع يجب تقسيمه إلى شقين : شق له حقوق ولا واجبات؛ وشق له واجبات ولا حقوق... المرأة عاشت ولا زالت تعيش مآسي حقيقية تختلف باختلاف مكانتها الاجتماعية...والرجل عاش -ولا زال يعيش- هو الآخر، مآسي حقيقية، تختلف باختلاف مكانته الاجتماعية...لكن بتظافر جهود الجميع، في وطن الجميع، يمكن للجميع أن يرتقي بمستواه-هُوَ- وبمستوى المجتمع...فتحية لأبناء وطنننا الحبيب -نساء ورجال - وتحية للذين يقاربون 8 مارس بمقاربة التعاون والتكامل لا بمقاربة التنازع والصراع. تحياتي، الدكتور محمد نجيب بوليف