تسلم الكاتب النيكاراغوي سيرجيو راميريز، أمس الإثنين بمكسيكو سيتي، جائزة كارلوس فوينتس للإبداع الأدبي باللغة الإسبانية. وأقيم حفل تسليم الجائزة، الذي ترأسه الرئيس إنريكي بينيا نييتو، بمقر المتحف الوطني للأنتروبولوجيا بالعاصمة المكسيكية، وبحضور عدد من كبار مسؤولي الدولة والمتخصصين في الثقافة، وتم خلاله التأكيد على أهمية الإرث الأدبي الزاخر للأديب المكسيكي الراحل. وتكرم هذه الجائزة، التي تبلغ قيمتها 250 ألف دولار، الأدباء الذين يكتبون بالإسبانية والذين يساهمون في إثراء الإرث الإنساني الأدبي. وقد تم اختيار الروائي والكاتب سيرجيو راميريز نظرا لأعماله التي تجمع "بين الأدب الملتزم مع جودة أدبية عالية" وكذا ل"دوره كمفكر حر وناقد". وبهذه المناسبة، عبر راميريز، مؤلف القصص القصيرة والروايات والمقالات والشهادات من قبيل "كوينتوس" و"تييمبو دي فولغور" و"دي تروبليس إي نروبيلياس" و"تشارليس الأطلس "وغيرها، عن سعادته لنيل هذه الجائزة. كما اغتنم المناسبة للحديث عن شخصية الكاتب المكسيكي كارلوس فوينتس، والعنف في أمريكا الوسطى، وكذا عن المكسيك كبلد استقبال للمؤلفين من أمريكا اللاتينية. وقال راميريز في كلمته إن "الكتاب يجب أن يكون بالنسبة للمؤلف أرضا خالية من الإملاءات والجبن والرقابة ومحاولات فرض الحقائق". وأضاف أن "الحقيقة ستكون دائما خاضعة للمراجعة، لأن الاعتقاد يصبح متحركا والجمود يعني الموت كما تجانس الفكر"، معتبرا أن الأدب لم يوجد لإقناع أحد حول العقائد والمقترحات الإيديولوجية، ولكن لطرح الأسئلة. وكانت لجنة التحكيم، المؤلفة من الكتاب خوان غويتيسولو وماريو فارغاس يوسا وسوليداد بويرتولاس وغونزالو سيلورو، قد التقت يوم 5 نونبر الماضي في مدريد بإسبانيا، حيث قامت بتقييم واختيار عمل راميريز باعتباره الفائز بهذه الجائزة، التي سميت على اسم الكاتب المكسيكي الشهير كارلوس فوينتس (1928-2012). ويعد سيرجيو راميريز (1942) واحدا من أهم كتاب أمريكا اللاتينية الذين قدموا مساهمة قيمة في مجال الإبداع المكتوب باللغة الإسبانية على مدى نصف قرن من الزمن من خلال إبداع ما لا يقل عن 55 كتابا. وقد ترجمت أعماله إلى عدة لغات منها البرتغالية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والهولندية والدنماركية والنرويجية والروسية، وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، فاز الكاتب طوال مساره المهني بعدة جوائز منها جائزة أمريكا اللاتينية للقصة القصيرة (1971)، والجائزة الدولية للرواية (ألفاغوارا) سنة 1998، وجائزة (كاسا دي لاس أمريكاس) سنة 2000، وجائزة خوسيه دونوسو (2011). وكان المجلس الوطني للثقافة والفنون (كوناكولتا) في المكسيك، قد أعلن عن تخصيص جائزة بإسم مؤلف "أورا" و"موت أرتيميو كروز"، بعد رحيله في ماي من سنة 2012.