أكد عبد الإله بنكيران عشية أمس الخميس بقاعة القدس بالمعرض الدولي للكتاب في افتتاح دورته ال 21، أن "لا مستقبل للإرهاب"، الذي "يشكل خطرا داهما يهدد الحياة"، وأن الفكر الظلامي مرفوض مهما كانت مصادره. واعتبر، في كلمته التي ألقاها أمام حضور يتقدمه السفير الأمريكي، أن المغرب يعطي الدليل تلو الدليل على أن "الإسلام هو دين السلم والأمن والطمأنينة والخير"، متمنيا أن تنعم البلدان العربية الأخرى بما ينعم به المغرب من استقرار. وحيى رئيس الحكومة المغربية الشعب الفلسطيني ورئيسه عباس أبو مازن من خلال الروائي الكبير يحيى خلف، الذي يرأس وفد فلسطين، ضيف شرف هذه الدورة. واعتبر أن الصهاينة يغذون الإرهاب ويشجعونه عبر رفضهم المتواصل لكل مقترحات السلام ومن ضمنها إقامة دولة واحدة تسع الجميع. وقال إنه "من غير الممكن أن نعيش الأبارتيد ونحن في القرن 21" داعيا إلى ضرورة إيجاد حل للمأساة الفلسطينية. وفي معرض تفريقه بين الصهاينة واليهود أوضح بنكيران ألا مشكل مع الفئة الثانية ولا رغبة لأحد في إلحاق أي سوء بها، وقدم مثالا بالمسن اليهودي المغربي، الذي تعرض للطرد من بيته، إذ أسر أنه لما علم بحالته اتصل بالملك، الذي أعطى أوامره لوزير الداخلية لحل مشكلة هذا المواطن المغربي، الذي اختار في الأخير أن يهجر المغرب بطلب من أبنائه. ولم يفت بنكيران التنويه بالدور المغربي لدعم القضية الفلسطينية سواء على مستوى أعلى سلطة بالبلاد أو شعبيا. هذا الدعم المغربي للقضية الفلسطينية توقف عنده رئيس الوفد الفلسطيني، في كلمته، وهو يعدد أواصر الأخوة والتعاطف، التي تجمع الشعب المغربي بشقيقه الفلسطيني. واعتبر يحيى يخلف بدوره أن الإرهاب لا يعمل إلا على إضعاف الدولة الوطنية وتسهيل اختراقها من لدن الأعداء الخارجيين، تماما مثلما يفعل الصهاينة وهم يأخذون من الحرب على الفلسطينيين شريعة لهم يحيون بها. صاحب "تفاح المجانين"، الذي قالها بالصوت الملآن: الحرية لفلسطين، اعتبر المعرض الدولي للكتاب لحظة تنوير حقيقية في وجه الظلام ومشيعيه، ودعا إلى ضرورة تشجيع المثقفين لأنهم وحدهم القادرون على نشر قيم التسامح والانفتاح والحداثة والوقوف في وجه التطرف بكل تلاوينه. كما حث المسؤولين على تمكين المفكرين والمبدعين من المؤسسات ليساهموا بدور فعال في توطين قيم الديموقراطية والحريات والمواطنة الفاعلة. عبد العالي دمياني تصوير: عدلاني. بوعلو