جلالة الملك يصدر عفوه السامي على 1304 أشخاص بمناسبة ذكرى 11 يناير    ذكرى تقديم وثيقة الاستقلال    لقطة تلفزيونية تفضح طفلا هرب من المدرسة لحضور مباراة نيوكاسل    بعثة نهضة بركان تصل إلى أنغولا استعداداً لمواجهة لواندا سول    الدار البيضاء.. فتح تحقيق قضائي للاشتباه في تعنيف أم لطفلها القاصر    السجناء يساعدون في مواجهة الحرائق المستعرة في ولاية كاليفورنيا الأميركية    طنجة... الإعلان عن الفائزين بجائزة بيت الصحافة وتكريم إعلاميين ومثقفين رواد (فيديو)    خابا يعزز غلة الأهداف في الكويت    وفاة وفقدان 56 مهاجرا سريا ابحرو من سواحل الريف خلال 2024    إنفوجرافيك l يتيح الدخول إلى 73 وجهة دون تأشيرة.. تصنيف جواز السفر المغربي خلال 2025    كيوسك السبت | المغرب يستحوذ على خمس واردات إسبانيا من الخضر والفواكه    إحباط عملية تهريب مخدرات عبر "درون" وتوقيف مغربي وجزائري    بطولة ألمانيا.. بايرن ميونيخ يستعيد خدمات نوير    توقعات أحوال الطقس ليوم السبت    الصين: تسجيل 1211 هزة ارتدادية بعد زلزال شيتسانغ    الصين: تنظيم منتدى "بواو" الآسيوي ما بين 25 و 28 مارس المقبل    حادثة سير خطيرة بطنجة تسفر عن إصابة شابين بجروح بليغة    مأساة غرق بشاطئ مرتيل: وفاة تلميذ ونجاة آخر في ظروف غامضة    عفو ملكي على 1304 أشخاص بمناسبة ذكرى 11 يناير    اطلاق ثلاث خطوط جوية جديدة تربط الصويرة بباريس وليون ونانت ابتداء من أبريل المقبل    رواية "بلد الآخرين" لليلى سليماني.. الهوية تتشابك مع السلطة الاستعمارية    المنتخب المغربي يودع دوري الملوك    تهنئة السيد حميد أبرشان بمناسبة الذكرى ال81 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال    مراكش تُسجل رقماً قياسياً تاريخياً في عدد السياح خلال 2024    وزير الخارجية الفرنسي "يحذر" الجزائر    إيكال مهمة التحصيل الضريبي للقطاع البنكي: نجاح مرحلي، ولكن بأي ثمن؟    هذا ماقالته الحكومة عن إمكانية إلغاء عيد الأضحى    مدن مغربية تندد بالصمت الدولي والعربي على "الإبادة الجماعية" في غزة    مؤسسة طنجة الكبرى في زيارة دبلوماسية لسفارة جمهورية هنغاريا بالمغرب    المناورات الجزائرية ضد تركيا.. تبون وشنقريحة يلعبان بالنار من الاستفزاز إلى التآمر ضد أنقرة    الملك محمد السادس يهنئ العماد جوزيف عون بمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية اللبنانية    اللجان الإدارية المكلفة بمراجعة اللوائح الانتخابية العامة تعقد اجتماعاتها برسم سنة 2025    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأخضر    أسعار النفط تتجاوز 80 دولارا إثر تكهنات بفرض عقوبات أميركية على روسيا    الضريبة السنوية على المركبات.. مديرية الضرائب تؤكد مجانية الآداء عبر الإنترنت    أغلبهم من طنجة.. إصابة 47 نزيلة ونزيلا بداء الحصبة "بوحمرون" بسجون المملكة    القِرْد سيِّدُ المَشْهد !    "الأحرار" يشيد بالدبلوماسية الملكية ويؤكد انخراطه في التواصل حول مدونة الأسرة    وفاة صانعة محتوى أثناء ولادة قيصرية    حوار بوتين وترامب.. الكرملين يعلن استعدادا روسيا بدون شروط مسبقة    بوحمرون: 16 إصابة في سجن طنجة 2 وتدابير وقائية لاحتواء الوضع    "بوحمرون.. بالتلقيح نقدروا نحاربوه".. حملة تحسيسية للحد من انتشار الحصبة    بوحمرون يواصل الزحف في سجون المملكة والحصيلة ترتفع    عصبة الأبطال الافريقية (المجموعة 2 / الجولة 5).. الجيش الملكي من أجل حسم التأهل والرجاء الرياضي للحفاظ على حظوظه    صابرينا أزولاي المديرة السابقة في "قناة فوكس إنترناشيونال" و"كانال+" تؤسس وكالة للتواصل في الصويرة    "جائزة الإعلام العربي" تختار المدير العام لهيسبريس لعضوية مجلس إدارتها    ملفات ساخنة لعام 2025    ارتفاع مقلق في حالات الإصابة بمرض الحصبة… طبيبة عامة توضح ل"رسالة 24″    السعودية تستعد لموسم حج 2025 في ظل تحديات الحر الشديد    الحكومة البريطانية تتدخل لفرض سقف لأسعار بيع تذاكر الحفلات    مقتل 7 عناصر من تنظيم "داعش" بضربة جوية شمال العراق    اتحاد طنجة يعلن رحيل حارسه بنعاشور    النظام الجزائري يخرق المادة 49 من الدستور ويمنع المؤثر الجزائري بوعلام من دخول البلاد ويعيده الى فرنسا    الكأس الممتازة الاسبانية: ريال مدريد يفوز على مايوركا ويضرب موعدا مع برشلونة في النهائي    أخذنا على حين ′′غزة′′!    الجمعية النسائية تنتقد كيفية تقديم اقتراحات المشروع الإصلاحي لمدونة الأسرة    فتح فترة التسجيل الإلكتروني لموسم الحج 1447 ه    وزارة الأوقاف تعلن موعد فتح تسجيل الحجاج لموسم حج 1447ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



‎‫الحسن الثاني يبكي نوال المتوكل على «ميدراديو»‬

‎‫«لأول مرة في الألعاب الأولمبية، الراية المغربية ظهرت مع عويطة ونوال تساءل عدد ديال الأجانب شكون هاذ موروكو.. ما عرفوهش. وأصبحوا من بعد اللي سولوا هاذ السؤال تايعرفو موروكو بعويطة ونوال كثر ما تايعرفوه بملكه المتواضع الخادم» .. هذا المقتطف من خطاب للمغفور له بإذن الله الملك الراحل الحسن الثاني، يوم 9 يوليوز 1997 هزم نوال التوكل لتستسلم لدموعها داخل استوديو «ميدراديو»، الذي حلت به ضيفة على برنامج «بروح رياضية»، الذي يقدمه الزميل محمد العطاري. لعدة دقائق كانت عاجزة عن الكلام، ولما لا وهي التي كانت متعلقة بالملك الراحل، الذي كان بدوره يعزها لما قدمته في سبيل التعريف بالمغرب في المحافل الدولية. نوال استرجعت بعد ذلك رباطة جأشها، لتكشف الكثير عن مسارها الحافل بالنجاح رغم العقبات التي واجهتها في رحلة تألق جعلتها أيقونة الرياضة النسوية المغربية بامتياز.‬
* «لالة نوال علاش تاتبكي»؟
تأثرت بسبب كلمة المرحوم الحسن الثاني، طيب الله ثراه في هذا اليوم. الملك الراحل كان دائما يقدم لي النصائح، ويدفعني ويشجعني للتقدم إلى الأمام وكلماته مازالت إلى الآن تتبادر إلى ذهني. الحسن الثاني استقبل الوفد الرياضي المغربي قبل توجهنا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، خاطبنا وقال لنا: «واحد منكم أو وحدة منكم غادي يحقق حلم المغاربة»، وكان يخيل لي أنه يتوجه بهذا الكلام إلي بالتحديد، علما أنني كنت العنصر النسوي الوحيد في الفريق الوطني، الذي كانت بقيته كلها من الذكور. وبعد عودتنا إلى أرض الوطن، أكد لنا الملك الراحل أن أحسن سفيرين للمملكة المغربية، هما سعيد عويطة ونوال المتوكل. كما أنه عندما فزت بالذهبية في لوس أنجلوس كنت مازلت داخل حلبة الملعب، وجاء عندي عدد من الأمريكيين المكلفين بالتنظيم سلموني الهاتف وكان الوقت حينها متأخرا، وقالوا لي إن ملك المغرب الحسن الثاني يريد تهنئتك بالتويج. لقد كانت لحظة لا تنسى.
‫ ‬* انتقلت من «زيرو» إلى «هيرو» هل كنت تتوقعين هذا النجاح؟
في حقيقة الأمر هذا مصطلح أمريكي .‪ from zero to hero‬ .. (من صفر إلى بطل) وأنا عندما بدأت مشواري الرياضي، وفي عمري 15 سنة لم أكن أتوقع أنني في يوم من الأيام، سأصل إلى هذا المستوى وهذه المرتبة، لكن كان الحلم دائما يراودني بأن أكون متألقة في كل شيء لمسته في حياتي، وهذا جاء من التوجيهات التي كنت أتلقاها من والديَ، وخاصة أبي الذي كان يلح على أن الشخص إذا اجتهد سيحقق النجاح في حياته ويصل إلى مبتغاه. وهذا ما جعلني منذ بداية مساري إلى الآن، أبحث دائما عن التميز في كل شيء، وخاصة سباق 400 متر حواجز، الذي كنت أمارسه، وأعتبره بمثابة مدرسة في الحياة، لأنه يتضمن حواجز يجب اجتيازها بدقة في الأداء، للوصول إلى خط الوصول برقم متميز وطريقة متميزة.
* في سنة 2004 تلقيت اتصالا من التشريفات الملكية للتوجه إلى القصر الملكي بتطوان، حيث وجدت في انتظارك مفاجأة سارة عبارة عن وسام ملكي؟
في سنة 2004، لم يكن لدي أي منصب رسمي. لم أكن عضوة في أية جامعة أولجنة من اللجان، ولم يكن لدي أي منصب حكومي، وتلقيت مكالمة للتوجه إلى القصر بمناسبة استقبال جلالة الملك محمد السادس نصره الله للوفد الرياضي المغربي، الذي كان سيغادر صوب أثينا للمشاركة في الألعاب الأولمبية. لم يكن يدور في ذهني أنه سيتم توسيمي من طرف جلالة الملك محمد السادس، وكانت فرحتي عارمة لأنها كانت لحظة اعتراف وعرفان من طرف جلالته. وبعد ذلك تم تعييني رئيسة للجنة تقييم المدن المرشحة لاحتضان الألعاب الأولمبية لسنة 2012، حيث كانت لائحة المدن المرشحة تضم لندن ومدريد وموسكو وباريس ثم نيويورك وطوكيو، وكانت هذه المرة الأولى في تاريخ الحركة الأولمبية، التي تتولى فيها امرأة هذا المنصب، كما أنها كانت سابقة في تاريخ الرياضة المغربية والعربية والعالمية.
* انتقلت من بطلة في الحلبة إلى بطلة في التسيير والتدبير الرياضي، على أعلى المستويات العالمية. كيف جاء هذا الانتقال؟
أريد أن أؤكد، أنه في أول وهلة لا تكون هناك خطة معينة أمام البطل عندما ينهي مساره الرياضي للتحول إلى مدرب أوحكم أو مسير إلى غير ذلك. في غالب الأحيان نجد أن الفتاة الرياضية أو الرياضي بصفة عامة، عندما ينهي مساره الرياضي يبتعد لينشغل بمشاريعه أو وظيفته أو بالالتزامات العائلية، ونحن تعودنا على رؤية هذا الأمر منذ زمن بعيد، وهو لا يقتصر على المغاربة بل حتى الأبطال العالميين، فهم إما يفلحون في مسارهم الرياضي ويصبحون أطباء بعد ذلك، أورجال أعمال أو أنهم يدخلون طي النسيان. البطل عندما ينهي مساره، يعتقد أنه سيبقى بطلا مدى الحياة وهذا خطأ كبير، وهذا يعيدنا إلى ما قلته سابقا بأن الرياضة هي مدرسة للحياة، سواء تعلق الأمر بسباق 400 متر حواجز أوغيره من المسابقات، فهي تمنحك مزايا وقوة، تساعدك على مواجهة الصعاب والتحديات في المستقبل. أتذكر أنني قبل خوض السباق النهائي في لوس أنجلوس، كنت تدربت على يدي مدربيَ على أن أكون بطلة، لكن لا أحد قال لي يوما إذا فزت على الصعيد الأولمبي أو العالمي، هكذا يجب أن تتكلمي مع الصحافيين أو هكذا يجب أن تسيري حياتك. بعد الفوز بالميدالية الأولمبية، تفاجأت بعدد كبير من الميكروفونات وحشد غفير من الصحافيين في خيمة أولمبية كانت قريبة من الملعب، وتساءلت كيف سأرد على هذا الكم الكبير من الأسئلة وأنا غير متعودة كبطلة على التعامل مع الصحافيين. هذا كان بمثابة ناقوس نبهني إلى ضرورة تعلم كيفية تدبير حياتي في المستقبل.
* هل هذا ما دفعك إلى مواصلة التحصيل العلمي؟
حاولت مواكبة مشواري بمعية مدربيَ، الذين كانوا يقولون لي بأن مشواري لن يتوقف عند حدود التوقيت، الذي قطعت فيه السباق وهو 54 ثانية و61 جزء من المائة، علما أن هذا التوقيت غير حياتي رأسا على عقب. نوال قبل الميدالية ليست هي نوال بعد الميدالية الأولمبية. هما صورتان متناقضتان ومختلفتان تماما، لكن القاسم المشترك بينهما هو الجد والاجتهاد والمثابرة والطموح، نحو تمثيل أفضل وتشريف أكثر للوطن. على الإنسان أن يكون طموحا في حياته وهذا ليس عيبا.
* على ذكر الطموح .. كيف ترين الرياضة النسوية في المغرب؟
الرياضة النسوية تعاني بالمغرب، كما في عدد من دول العالم. شاركت في عدة مؤتمرات وتجولت في العديد من الدول ووجدت أن الكل يعاني من المشاكل نفسها. الكل يعاني من قلة الإمكانيات، وقلة الموارد وضعف الاهتمام. رغم كل هذا على المرء أن يكون متفائلا وينظر إلى الجوانب الإيجابية، بدل الرؤية السوداوية للواقع. يجب مواجهة التحديات. الرجل مثلي ومثله وربما لنا الدبلوم نفسه، فلماذا هو يتسلم رئاسة نادي أو رئاسة اتحاد محلي أو قاري أو دولي، وأنا لا. ما الفرق؟ هل لأنه هو رجل وأنا امرأة؟ في كثير من الأحيان، تجد أن المرأة هي نفسها التي تعيق نفسها. ترفض حضور الجموع العامة بمبرر أنها تستمر حتى وقت متأخر من الليل، وهي امرأة متزوجة لها زوج وأولاد. ترفض حضور الاجتماعات بطريقة منتظمة، بحجة أنها لا تتوفر على الوقت لأن لديها مهاما ومشاغل والتزامات أخرى. ترفض أن تكون مدربة لأنها لا تستطيع دخول مستودع الملابس في غالب الأحيان، لأن فيه لاعبين ذكور .. هذه كلها عوائق تمنع المرأة من التقدم إلى الأمام، وتجعلها تفر من الميدان مما يجعل الرياضة عالما رجاليا. لهذا اللجنة الأولمبية الدولية بمعية الاتحادات الدولية، يحاولون التعاون من أجل جعل المرأة تنخرط في عالم التسيير والتدبير، كي لا تتحجج بكون الرجل هو الذي حال بينها وبين الوصول إلى مقعد الرئاسة، رغم أنها هي أصلا تخاف من ذلك المقعد. لتقوية عزيمة المرأة عقدنا عدة مؤتمرات على الصعيدين الدولي والقاري، بمساعدة العديد من الشركاء وفي مقدتمهم الإعلام، الذي بإمكانه تمرير رسالة تشجع دور المرأة. علما أنه للأسف إذا تصفحت جريدة من الجرائد المغربية، أتحداك أن تجدا مقالا على طول الصفحة وعرضها خاصا بالمرأة. نحن ننتظر حتى 8 مارس للرفع من معنويات المرأة، والبحث عن عدد البطلات اللواتي نتوفر عليهن في الجيدو والتكواندو وكرة القدم. نحن نتذكر المرأة مرة في السنة وعلى طول العام، الذي يتضمن 365 يوما لا نجد جريدة نكتب يوميا مقالا عن المرأة.
* ما سبب هذا الأمر؟
السبب هو أنه حتى الصحافيات الرياضيات في المغرب عددهن قليل. أتحدى أية جريدة، بأن تقول لي بأنها تتوفر على صحافية متخصصة مثلا في الجمباز، يمكنها أن تكتب مقالا عن الجمباز يوميا، وطوال السنة أو لديها صحافية متخصصة في كرة القدم، يمكنها أن تكتب يوميا مقالا عن كرة القدم النسوية، أو حتى عن كرة القدم الرجالية.
نحن نحتاج إلى التكوين والتكوين المستمر، وإلى تشجيع المرأة كصحافية وكمسيرة ومدبرة وكممولة، من أجل الرفع حتى من عدد الممارسات.هناك بعض الآباء يمنعون بناتهم من التدرب، إذا كان المدرب رجلا لأنه سيأخذها من البيضاء إلى مكناس، ويمكن للتظاهرة أن تستمر إلى وقت متأخر لتعود الفتاة إلى بيتها في الثانية صباحا. على الآباء والممارسات التشجع والتسلح بالقوة لمواجهة التحديات لأن كل شيء ممكن.
لا أحد كان يتخيل أن نوال المتوكل التي بدأت من «لاكازابلانكيز» وركضت حافية القدمين يمكنها أن تصل إلى المستوى الذي وصلت إليه.
* ركضت بقدمين حافيتين؟
نعم خضت سباقات للعدو الريفي وأنا حافية القدمين، بعدها بدأنا نرتدي أحذية خاصة للسباق، وعندما كنت أنهي السباق أسلم حذائي لعداء آخر في فريقي النادي البلدي البيضاوي، ليركض به وعندما ينتهي منه يسلمه لشخص ثالث وهكذا، حتى «الشورط» كنت أعصره بعد نهاية السباق وأمنحه لشخص آخر ليركض به. الإمكانيات لم تكن متوفرة بالمرة، لا على صعيد البنيات التحتية ولا على مستوى الإمكانيات المادية، أما الآن فهناك إمكانيات وعلى المرأة أن تتسلح بالجرأة. يجب أن تكون جريئة وشجاعة وعصامية، وتتحدى كل الصعاب للوصول إلى المبتغى، علما أن رياضة ألعاب القوى وجميع الرياضات الأخرى هي مدرسة للحياة. لا أحد يولد كبطل، لكنه يمكن أن يصبح بطلا أو مسيرا ناجحا من خلال الاحتكاك بالآخر، والتكوين والتكوين المستمر وحب الوطن. عندما يكون الشغف والطموح يأتي النجاح بعد ذلك.
* أنت حاليا نائبة رئيس اللجة الأولمبية الدولية، فما الذي تطمحين إليه بعد ذلك؟
الحمد لله. المستوى الذي وصلت إليه لم أكن أبدا أحلم به في السابق.
* لكن الطموح دائما موجود. أليس كذلك؟
بالتأكيد. الطموح والحلم دائما موجود.
* ألا تتطلعين إلى منصب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية؟
حاليا ما أقوم به داخل اللجنة الأولمبية الدولية، هو أعلى حلم بالنسبة لي. لم أكن أحلم بأن أكون عضوا باللجنة الأولمبية الدولية، علما أنه لأول مرة في تاريخ الحركة الأولمبية الدولية، تم انتخاب نوال المتوكل بالإجماع في غيابها لأن الجمعية العمومية آنذاك كانت في مدينة ناغانو باليابان، وتعذر علي حضور الجمعية العمومية. بعد سنوات تم اقتراح اسمي من طرف أعضاء الجمعية العمومية للجنة الأولمبية الدولية، للالتحاق بالمكتب التنفيذي بعدما مررت من عدد من اللجان من قبيل لجنة الماركوتينغ ولجنة المرأة والرياضة، .. تعلمت العديد من الأشياء وتكلفت بعدة ملفات وهذا جعل باقي الأعضاء يدعمون ترشيحي، من أجل أن يدخل العنصر النسوي إلى المكتب التنفيذي، وتفاجأت كثيرا من حجم الأصوات التي حصلت عليها والذي كان كبيرا جدا.
* في سنة 2002، أسست الجمعية المغربية للرياضة والتنمية. كيف ترين العمل الجمعوي في المغرب، ودوره في تشجيع ممارسة العنصر السنوي للرياضة سواء في المدينة أو العالم القروي؟
حاليا الأبطال لم يعودوا يأتون من المدن الكبيرة، وإنما نجدهم في العالم القروي والمناطق المهمشة «اللي منها تايخرج العجب». الزحف العمراني حال دون بروز المواهب الرياضية من المدن، أما في القرى والجبال فالظروف الطبيعية تساعد في هذا المجال رغم انعدام الإمكانيات والبنيات التحتية.
وبالعودة إلى العمل الجمعوي، كان بإمكاني أن أعيش على حلم الميدالية الذهبية الأولمبية مدى الحياة، وعلى اسم ونجومية نوال المتوكل. لكنني فضلت مساعدة الشباب الذي يحتاج إلى الاقتداء بقصص النجاح، أو ما يسمى في الولايات المتحدة الأمريكية ب ‪ THE SUCCESS STORIES‬. هناك أبطال لمعوا في ميدان ما خلال فترة معينة، لكنهم دخلوا طي النسيان. أنا حاولت أن أضع تجربتي المتواضعة رهن إشارة الشباب المغربي والعربي والإفريقي.
تجولت في عدة دول واقتبست عدة أفكار، واستنتجت أنه آن الأوان لأن تكون لنوال المتوكل جمعية، بمعية عدد من الأبطال والمسيرين على أعلى مستوى. فكرنا في خلق جمعية اخترنا لها اسم الجمعية المغربية للرياضة والتنمية، خصوصا أنني كنت في ذلك الوقت سفيرة للنوايا الحسنة لصالح اليونيسيف، وقلت في نفسي كيف أكون سفيرة لدى منظمة تابعة للأمم المتحدة، ولا أكون سفيرة في بلادي تجاه الشباب. لقد قمنا بعدة أنشطة، و اكتشفت العمل الجمعوي بمعية شخص عزيز إلى قلبي، وهو محمد مجيد رحمه الله. اكتشفت العمل الجمعوي على يد السي مجيد، الذي غرس فينا قريحة العطاء. نحن نقدم دفعة ولمسة ونصيحة، وأملنا هو مساعدة العالم القروي وجعل الأبطال الذين يعيشون في مناطق مهمشة، يحسون بأهمية ودور الرياضة . والأمم المتحدة شعرت بأهمية الرياضة، ولهذا اختارت رونالدو وسيرجي بوبكا ونوال المتوكل وهشام الكروج … لإيصال هذه الرسالة عن طريقهم.
* هناك من يمارس الرياضة للاحتراف، وهناك من يمارس الرياضة لضمان جسم صحي. فهل تعتقدين أن المغاربة والعنصر النسوي بصفة خاصة باتوا أكثر إقبالا على الرياضة لأسباب صحية؟
«بداو».. أتذكر في أواخر السبعينات عندما بدأت أمارس الرياضة «كنت تانبان للناس بحال شي عجب». عندما كنت أركض بجوار شاطئ عين الذياب، أو داخل ملعب لاكازابلانكيز، أو غابة بوسكورة كان الناس يتعجبون. «كانوا تايشوفوني وتايقولوا على من تاتجري». حاليا عندما أذهب للركض من أجل لياقتي البدنية أرى المئات من النساء يقمن بالركض، علما أن هذا الأمر بدأ في التصاعد منذ سنة 1984. الميدالية الذهبية التي أحرزتها جعلت عددا كبيرا من الفتيان والفتيات والأبطال، يلتحقون بالأندية والجمعيات الرياضية، حيث تصاعد عدد الممارسين في صفوف الأندية بشكل كبير، علما أن مزاولة الرياضة تخلص من العديد من المشاكل الصحية.
* يوم 8 غشت 1984. يوم فزت بالميدالية الذهبية العديد من المغربيات اللواتي أنجبن في ذلك اليوم، أطلقن على بناتهن اسم نوال. ما الذي يمثله لك هذا الأمر؟
فعلا. عندما عدت للمغرب خصص لي استقبال ملكي، وبعدها عندما وصلت إلى منزلي وجدت في استقبالي قناة تلفزيونية أمريكية، و أخبرتي مذيعة القناة، التي كانت بدورها بطلة أولمبية وعالمية في السباحة، بأنهم استعانوا بالقنصلية الأمريكية بالبيضاء، وأذاعوا إعلانا تلفزيا وإذاعيا لجمع الفتيات اللواتي لقبن باسم نوال لأنهن ولدن في يوم تتويجي الأولمبي، وكانت مفاجأتي كبيرة لأن كل أولئك الفتيات اجتمعن بقنصلية أمريكا بالبيضاء والتقطت معهن صورة ستبقى خالدة في ذاكرتي.
* تكلمنا عن نوال المتوكل البطلة والمسيرة، والتي تشتغل في العمل الجمعوي. لنتكلم الآن عن نوال المتوكل الإنسانة. كيف نجحت نوال المتوكل في التوفيق بين انشغالاتها المهنية وواجباتها الأسرية.
أنا متزوجة ولدي ابنان، هما زينب 23 سنة، ومحمد رضا 21 سنة. وكما توفقت في مساري الرياضي والأكاديمي بمعية والدي، استطعت بمعية زوجي أن أوفق بين حياتي الزوجية وحياتي المهنية، خارج المملكة المغربية. عندما تكون الثقة متبادلة ويكون هناك التزام داخل الأسرة تسهل الأمور، خصوصا أنني أشتغل في مجال فيه ضغوطات كثيرة.
* السيدة نوال المتوكل. كنت متألقة في الحلبة فهل هناك تألق مواز «فالكوزينة» أم أنك تفضلين الوجبات السريعة؟
أنا مولعة بالمطبخ كولعي بالرياضة. والدتي رحمها الله كانت تشتغل في إحدى الأبناك وعلمتنا أن نعتمد على أنفسنا، ومنذ صغري كنت أعد العديد من الوجبات والأطباق، علما أنني حاليا متعودة على عدم تناول وجبة العشاء، حيث أتناول فطورا عاديا ووجبة غدائية أساسية. أنا أحرص على وجبة الغداء لأنها تكون مناسبة لاجتماع العائلة.
* ما هو فريقك المفضل داخل البطولة المغربية لكرة القدم؟
أنا أشجع الفريق الوطني المغربي.
‎* وخارج المغرب هل تشجعين الريال أم البارصا؟
‎‫ (مبتسمة)، لا أستطيع الكشف عنه لأن ابنتي تحب فريقا وابني يحب فريقا آخر. أنا أميل إلى حد كبير لفريق بايرن ميونيخ الألماني، لأنه قدم مستوى متميزا.‬
* أريد منك كلمة في حق ثلاثة أسماء. والدك رحمه الله
كان أبا فريدا من نوعه، وكانت له مكانة خاصة في حياة نوال المتوكل. لقد ربانا وعلمنا كيف نواجه مصاعب الحياة، وللأسف فقد توفي أسبوعا واحدا بعدما اصطحبني إلى المطار، لأتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يشاهدني عندما شاركت في الألعاب الأولمبية.
عبد السلام أحيزون رئيس الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى.
‎‫أتمنى له النجاح والتوفيق، خصوصا أننا على بعد نحو 500 يوم من موعد انطلاق الألعاب الأولمبية، بريو ديجانيرو. أتمنى له التوفيق كي يفوز المغرب بميداليات ويسترجع الأيام الذهبية. كما أهنئه على انتخابه رئيسا للجامعة لولاية جديدة.‬
* المرحومة فاطمة عوام.
كانت رفيقة الدرب وعشنا لحظات متميزة. لقد هاتفتني أسبوعا واحدا قبل وفاتها، من أجل أن أذهب لزيارتها في المستشفى، وكان آخر لقاء لي بها. لم أكن أظن أنها سترحل بهذه السرعة رحمها الله.
‎* المرأة المغربية.
عصامية ومناضلة، وأتمنى لها التوفيق ومسارا متميزا في حياتها، من أجل أن تتقلد أعلى المناصب ولما لا أن تصبح وزيرة أولى في المستقبل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.