لا تزال المغربية نوال المتوكل توسع الافاق للمرأة العربية منذ ان بدأت تعدو حافية القدمين قبل ثلاثين عاما في شوارع الدارالبيضاء قبل ان تحقق اختراقا رياضيا في اولمبياد لوس انجليس في الولاياتالمتحدة عام 1984 عنما اصبحت اول عداءة عربية مسلمة تحرز ذهبية اولمبية اثر تتويجها بسباق 400 م حواجز, وذلك بعد ان انتخبت اليوم الخميس في لندن نائبة لرئيس اللجنة الاولبية الدولية. منذ انجازها الاولمبي اصبحت المتوكل قدوة للمرأة العربية, حيث ما زالت تكسر الحاجز تلو الاخر امام الجنس اللطيف من خلال الرياضة وتقول في هذا الصدد "لقد اعطتني الرياضة الكثير, ومهما اعطيت في المقابل لن يكون كافيا". بدأت العدو الى جانب والدها محمد الذي توفي في حادث سير, وقالت له في احد الايام مازحة "لقد سبقتك يا والدي", فرد عليها قائلا "هذا يسعدني يا نوال, وقريبا ستصبحين بطلت بلدك المغرب في الجري ويصبح عندك لباسا وحذاء للرياضة. وفي حفل نهاية السنة الدراسية, توجت نوال اولى في مدرستها وكانت هديتها هي لباس رياضي مع حذاء جري. وعندما انتقلت للدراسة في الولاياتالمتحدة وتحديدا في ولاية ايوا اوصاها ابوها بالاستمرار في ممارسة رياضة الجري الى جانب متابعتها لدراستها الجامعية. وبعد انتهاء دراستها الجامعية عرض عليها المسؤولون في جامعتها ان تبقى في الولاياتالمتحدة والحصول على الجنسية واغروها بتعيينها رئيسة لمكتب الانشطة الرياضية المتميزة في جامعتها, فلم تتردد المتوكل بالاجابة "يسعدني جدا اهتمامكم وعروضكم, الا أن بلدي وأهلي أحق بي وعلي أن أعود بعد أن تخرجت من جامعتكم التي أعتز بها أيضا". بعدها انصرفت الى الرياضة التي كانت تسري في عروقها, وشاركت في دورة البحر الابيض المتوسط عام 1983 في المغرب واحرز ميدالية ذهبية, وتكرر الانجاز في دورة الالعاب الافريقية في القاهرة, ثم تحقق حلمها بالمشاركة في دورة الالعاب الاولمبية قبل ان تتفوق على ابرز العداءات في ذلك الاختصاص مسجلة افضل رقم شخصي لها ومقداره 61ر4 ثانية بفارق 76 جزءا في المئة من رقمها السابق. وقد احتفل الناس في شوارع الدارالبيضاء طويلا. وتقول المتوكل عن انجازها "لقد كان هذا السباق نقطة التحول في حياتي. عندما فزت بالذهبية كنت امرأة خجولة, وكان الجميع يريد الاستماع الي ومعرفة ارائي في كا شاردة وواردة ويقومون بتوجيه الاسئلة الي. لم اكن ادري بماذا ارد, كان الامر مخيفا. وبالتالي اريد من الرياضيات العربيات الشابان ان يثقن بانفسهن وهذا ما تعلمته عندما اصبحت الاضواء مسلطة علي". واضافت "اذا كنت قد حققت هذا الانجاز, فلا اجد سببا يمنع رياضيات اخريات في تحقيقه". وكشفت "كان بالامكان ان ينجب المغرب الكثير من العداءات الرائعات من جيلي لو ان البيئة سمحت بذلك في ذلك الوقت. كثيرات كن يبدأن ممارسة الرياضية في سن الثالثة عشرة وعندما يبلغن الثامنة عشرة كان اوليائهن يعتبرون بان الرياضة ليست للمرأة والحري بها ان تقوم باشياء اخرى". وتابعت المتوكل بان سباق 400 م حواجز هو "مدرسة حياة, لان هناك انطلاقة ونهاية, ويضم 10 حواجز". واوضحت "بالنسبة الي, فانك تركض وتقفز وفي بعض الاحيان تسقط, وفي بعض الاحيان تتخطى الحواجز, في بعض الاحيان تنجح واحيانا اخرى تفشل, لكنك تتعلم الدرس في النهاية". وبذلت المتوكل جهودا كبيرة لحث المرأة العربية على ممارسة الرياضة وقد نظمت قبل 14 عاما اول سباق للمراة مسافته 10 كلم (الركض من اجل المتعة) في شوارع الدارالبيضاء حيث كان عدد العداءات ضيئلا في البداية, ام الان فيستقطب حوالي 30 الف سنويا. تبوأت المتوكل المولودة في الدارالبيضاء في 15 نيسان/ابريل عام ,1962 مناصب ادارية عالية, فعينت نائبة لرئيس الاتحاد المغربي لالعاب القوى, ثم وزيرة للرياضة في بلادها, اما على المستوى العالمي فقد دخلت المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لالعاب القوى عام ,1995 وعينت عام 2008 رئيسة للجنة تقييم ملفات المدن التي ترشحت لاستضافة الابعاب الاولمبية 2012. اصبحت عضوا في اللجنة الاولمبية الدولية عام 1998 قبل ان يتم انتخابها لايوم نائبة لرئيس اللجنة الاولمبية الدولية البلجيكي جاك روغ. لا شك بان لا سقف لطموحات المتوكل.