تدخل جمعية التنشيط الثقافي والفني المنظمة للملتقى الدولي للسينما بالداخلة في تحد جديد، وهي ترمي بنفسها في بحر تنظيم دورة ثالثة دون التوفر على ضمانات مالية كافية. بالكاد أكمل المنظمون الدورة الماضية وباللجوء إلى الاستدانة، ولا يعلم كيف ستنحو الأمور في النسخة الثالثة. حسب مصدر قريب من التنظيم فإن رئيس الملتقى زين شرف الدين سدد ما بذمته من ديون الدورة الثانية من ماله الخاص، مثل هذا المشهد ينم أن بعض مسؤولي المناطق الصحراوية لا يولون للفعل الثقافي أية أهمية رغم ما تزخر به مدينة كالداخلة من خيرات بحرية، بالإمكان لو اقتطع من مداخيلها جزء يسير أن يدعم مثل هذه المبادرات لعلها تساهم في خلخلة الوضع الثقافي الراكد في مدن الجنوب. بشراكة مع ولاية وادي الذهب لكويرة، وبدعم من وكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، ووزارة الاتصال والمركز السينمائي المغربي تنظم دورة ثالثة للملتقى الدولي للسينما في الفترة الممتدة من 4 إلى 8 يونيو القادم. خلافا للدورات السابقة، تنفتح دورة هذا العام على تجارب سينمائية متنوعة تنتمي إلى إحدى عشر بلدا هي فرنساوإسبانيا وبريطانيا وروسيا والولايات المتحدةوبلجيكا ومصر وبوركينافاصو والسينغال وموريتانيا وتونس إضافة إلى المغرب. وكما هي عادة الملتقى في كل دورة، فإنه سيولي وجهه في سنة التكريم خلال هذه الدورة شطر القارة الإفريقية في شخص مخرج كبير وهو الموريتاني عبد الرحمان سيساكو، فضلا عن حضور اسم مغربي ممثلا في شخص الفنان والموسيقي يونس ميكري. الأفلام السينمائية الوطنية الصادرة هذا العام ستشكل مادة للعرض سواء في الهواء الطلق بساحة الحسن الثاني أو تحت الخيام الصحراوية المجهزة لهذا الغرض. الفيلم السينمائي الأول للمخرج محمد مفتكر «البراق» الذي حصد خمس جوائز في الدورة 11 من مهرجان الفيلم الوطني بطنجة سيتمتع برؤيته جمهور المهرجان، إضافة إلى أفلام عرضت مؤخرا في القاعات السينمائية الوطنية «الدار الكبيرة» للطيف لحلو، «المنسيون» لحسن بن جلون، «أولاد البلاد» لمحمد اسماعيل و«موسم المشاوشة» لعهد بن سودة...بيد أن الأفلام الدولية المشاركة في النسخة الثالثة سيبلغ عددها تسعة أفلام، منها ثلاثة أفلام تنتمي إلى السينما الإفريقية عناوينها «الكرسي» من بوركينافاصو، «باماكو» من الجارة موريتانيا، و«نيران منصار» من السينغال. باقي الأفلام الأخرى اثنان من فرنسا «النبي» الحائز على جائزة لجنة التحكيم في الدورة الأخيرة من مهرحان كان و«الفن والموت»، «لوفت» من بلجيكا، «إلبريمر سيلنسيو» من إسبانيا، «الحب السري» من بريطانيا، وأخيرا «الطيران الأخير» من تونس. إلى ذلك، قرر المنظمون أن تكون الدورة الثالثة دورة السينما الروسية، ومن المرتقب أن تعرض في هذا السياق ثلاثة أفلام سينمائية الأول يحمل عنوان «سفر مع الحيوانات» الأليفة لمخرجته دوفيرا ستوروجيفا، الثاني عنوانه «امبراطورية مفقودة» للمخرج سيرج روكوتوف، والثالث «أبوكريف» للمخرج عديل الكداد. ويبقى أهم جديد حمله مهرجان الداخلة السينمائي تنظيم «ماستر كلاس» حول الموسيقى التصويرية للأفلام تحت رعاية وبإشراف من أكاديمية الأوسكار، إذ أوفدت أسماء عالمية لها قيمتها وخبرتها في هذا المجال يتعلق الأمر بهومي مان وجون ديبي وميشال دانا. هذا الماستر سيتوج بتنظيم مائدة مستديرة تفتح النقاش حول آفاق الموسيقى التصويرية للأفلام في المغرب. وفي إطار ورشات التكوين أيضا ستنظم ورشة لفائدة شباب المدينة خاصة بكتابة السيناريو، سينكب فيها المستفيدون على كتابة سيناريو جماعي باللهجة الحسانية على أساس أن يصور كفيلم سينمائي...