يجد بعض الاباء أنفسهم مضطرين إلى تبليغ الشرطة عن أبنائهم غصبا عنهم، لتجنب التطورات التي يمكن أن تحصل نتيجة السلوكات الصادرة عنهم، حيث يشكل الإبن خطرا على والديه وعلى محيطه الاجتماعي. فيما يلي يقوم الدكتور محسن بنيشو بتقديم تحليل للدوافع التي تجعل الآباء يقدمون على التبليغ عن أبنائهم. ليس من السهل على الآباء اقتياد أبنائهم إلى مخافر الشرطة، إلا أنهم يكونون مغلوبين على أمرهم ويواجهون مشاكل كبيرة مع هؤلاء الأبناء الشيء الذي يجعلهم يبلغون إلى الباب المغلق لاستنفاذهم كل الطرق الممكنة في التعامل معهم سواء من الناحية التربوية أو العلاجية، ويكون الأبناء قد تجاوزوا كل الحدود ويصبحون يمثلون خطرا بالنسبة لآبائهم. والسبب وراء نقل الأب لابنه المراهق إلى الشرطة هو غياب المراكز التي يمكن طلب المساعدة منها لمعرفة الطريقة المثلى للتعامل مع ذلك المراهق، ففي فرنسا مثلا هناك مراكز خاصة بالتنويم المغناطيسي بالنسبة للمريض رغما عنه إذا شكل خطرا على والديه بعد أن تحيله الشرطة على المركز، لكن في المغرب نجد الكثير من الأسر تعاني من الخوف الذي تخلفه سلوكات أبنائها، بسبب غياب هذه المراكز. والعائلات لا تقوم بهذا التصرف مع أبنائها إلا عندما يشكل الإبن خطرا عليها، وهذه العملية تكون وقائية لوقف معاناتها وتجنب الحوادث الإجرامية التي يمكن أن تنتج عن سلوكات الأبناء المنحرفة، والتي قد تكون غالبا لها علاقة بالمخدرات. والإبن الذي لا تنفع جميع الوسائل في التعامل معه والسيطرة عليه، قد يكون لديه نوع من الاختلال النفسي، وهو الذي يدفع والديه إلى اللجوء إلى هذا الحل لمحاولة كبح جماح تصرفاته التي قد تصبح عدوانية وإجرامية. هناك حالات لأطفال يتحولون إلى مجرمين يقومون بالسرقة والسطو على ممتلكات آبائهم، وممتلكات عامة الناس، وفي مثل هذه الحالات من الأفضل للآباء التبليغ عليهم من أجل الحد من الخطر الذي يشكلونه على المجتمع بكامله، وقبل أن يتفاقم الوضع ويرتكب الإبن جريمة في حق أحد والديه، لأن السجن في هذه الحالة يكون حلا فعالا لمثل هذه النوعية من الأبناء. اختصاصي في الأمراض النفسية والعصبية